هل تؤيد فكرة حجب المواقع الاباحية على الانترنت فى مصر

ونحن بداية نود أن نتفق على أن الموضوع يشكل أزمة حقيقية ليس للشباب فحسب، وإنما لعامة المجتمع، وليس هذا قاصرا على مصر فقط، وإنما يمتد لمعظم الدول العربية والإسلامية أيضا.. كما أن المشكلة ليست وليدة اللحظة أو مرتبطة بعصر الفضائيات والنت، بل إنها أقدم من ذلك. ومن هنا فنحن أمام مشكلة عويصة بالفعل، وهي تشكل أحد أسباب جهل هذه الأمة كما قال الشاعر "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
وكما قلنا فنحن لسنا سببا مباشرا في هذه الأزمة لأن الكثير منا لم يعوده أبواه على القراءة منذ الصغر، لكن ليس معنى هذا الاستسلام للأمر، وإنما لا بد لنا من تصحيح هذا الوضع الخاطئ من أجل أن نستفيد نحن من هذه القراءة من ناحية، ولكي ينشأ أبناؤنا في المستقبل على حب القراءة، ولكي تستعيد أمة اقرأ مكانتها المنشودة.. أعرف أن البعض قد يصف هذا الكلام بالمثالية، ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأول الغيث قطرة، وبالمناسبة كاتب هذه السطور كان يعاني من هذه المشكلة ولا يزال، حيث لم يوجهه أحد منذ الصغر على القراءة، ولكن مع الاحتكاك بالآخرين، ومعرفة فائدة القراءة في الدنيا والآخرة، دفعت الإنسان ولايزال إلى القراءة، وعلينا أن نلغي من قاموسنا الشخصي ثلاث كلمات.. لا أعلم، لا أستطيع، لا أعرف، وإنما ضع مقابلها ثلاث كلمات أخرى.. تعلم، حاول، جرب.. ولا شك أن الاستعانة بالله مهمة في هذا الشأن.. وأدعو الله بهذا الدعاء قبل القراءة "اللهم إني أسالك فهم النبيين، وحفظ الملائكة المقربين" وبعد الانتهاء من القراءة قل "اللهم إني أستودعك ما حفظت وما قرأت فرده إليّ يوم حاجتي إليه".. وإذا سألت أحدا من العلماء أو الكتاب البارزين، فسوف يخبرك بأنه لم يخرج من رحم أمه متعلما، بل قد لا يجد من يوجهه منذ الصغر، ولكنها المحاولة يا شباب..
ولتبدأ كما قلنا بالاستعانة بالله، ثم البدء بقراءة السهل مثل قراءة الجرائد أو حتى الأخبار الخفيفة، فقد تكون هذه البداية، ثم تتدرج بعد ذلك إلى قراءة مقال أو رواية، وحاول أن يكون لك وقت ثابت للقراءة، ووضع خطة بسيطة لذلك مثل القول سأقرأ قبل النوم ربع ساعة في الكتاب الفلاني، فكما يحلو للبعض أن ينام أمام التليفزيون أو على الموسيقى الهادئة، فإنه من الممكن أن ينام على القراءة... ويمكن أن تتفق أنت وبعض زملائك على قراءة كتيب معين وتتناقشون فيه بعد ذلك، أو كل واحد مثلا يقرأ خبرا ويحكيه للشلة.. هذه هي البداية، وحاول إذا قرأت في كتاب أو مجلة أن تدون ملاحظاتك أو تعليقاتك، وإذا كان لك استفسار فاسأل بدون حرج، لأن العيب أن تقول ما أعرفش .. ولا يهم أن تقرأ كتابا مطبوعا، ولكن يمكن أن تقرأ من خلال النت، وأن تختار المجال الذي تقرأ فيه، ومن المهم أيضا أن تسأل من هو أعلم منك عن أهم الموضوعات التي يمكن قراءتها في هذا المجال أو ذاك. ولا ينبغي التعلل بضيق الوقت، فيمكن أن تقرأ الجريدة في المترو أو المواصلات أو الأوقات البينية وما أكثرها (يحدث هذا في أوربا)، ومن ثم فلا مجال للقول بعدم وجود وقت.. فالقراءة مثل الأكل والشرب والنوم لا يستطيع الإنسان أن يتخلى عن أي منها.. فهيا يا شباب لكي نقرأ ونستعين بالله، لكي ينصلح حالنا وحال بلدنا وأمتنا، وحال أبنائنا من بعدنا "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"؟