حوار مع قلبي

حوار مع قلبي


قلبي الجريح أما آن لك أن تستريح؟

أما آن لك أن تنسى الآلام وتريح؟

أما آن لك أن تضمد الجراح

وأن تسعد نفسي بالأفراح؟

أما آن لك؟ أما آن لك؟

خاطبت قلبي قائلا له هذه الأسئلة

فأجابني وهو يبكي والدمع من عينيه يجري

أجابني قائلا لي:

لا وألف لا

أتريدني أن أنسى الجراح

أتريدني أن أخدعك بالأفراح

هل تريدني أن أخدعك وأخدع نفسي

وأنسى ما حدث في يومي وأمسي

قلت له:لا ولكن دع عنك الحزن ولنبدأ عهدا جديداً

لنفتح صفحة ملؤها البياض تحفها الأزهار

قال لي:

كيف أنسى البكاء والألم العظيم ؟

بعد أن أصبحت مريضا وسقيم

كيف أنسى تلك الليالي الطوال والآلام الجسام؟

كيف أنسى؟ أخبرني كيف؟

كيف تريدني أن أنسى؟ وقد اشتعلت نيرانا

والبال أصبح حيرانا والنوم لم يعد له في العين مكانا

قلت له:لا تنسى أبدا لا تنسى

ولكن حاول أن تتناسى الألم

حاول أرجوك حاول

قال لي:لا أستطيع فها أنا جريح والجسم لا يستريح

قلت له:أتعبتني

إلى متى وأنا كلي آلام وأحزان؟إلى متى؟

قال لي:ألست فارس الالام ؟

ألست مالكا للأحزان؟

قلت:بلى ولكنني أطلبك وأرجوك بأن لا تقسو علي برفضك

أرجوك يا قلبي أرجوك

ناداني قائلا:من أجلك سأتناسى الآلام والأحزان

لن أكذب عليك وأقول لك بأنني سأنسى بل سأتناسى

سأصطنع الضحك كما يصطنع الملايين البكاء

سأصطنع الفرح كما يصطنع الملايين الأحزان

ولكنني سأطلبك فلا تردني خائبا

قلت له:تفضل فسألني لك كل ما تريد

قال لي:لا تنسى الأحزان وأبق فارس الالام

قلت له:كما لبيت طلبي سألبي طلبك

وسأنثر من الفرح مطرا وسأشرب من الحزن كأسا

سأكون محايدا في الأمرين

لكنني سأبقى فارس الالام