ahmed rock عضـو متمـيز (ذهـبى)
تاريخ التسجيل : 11/07/2008 المـشاركـات : 392 تقييم النشاط : 5976 كلمتى : المهنة ............ : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: باقي وصايا الرسول للمراه المسلمه الخميس سبتمبر 18, 2008 11:34 am | |
| الوصية الخــامسـة .. العقــل زينــة قال تعالى :
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) " الحج : 46 "
وقال سبحانه :
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) " يوسف : 2 "
وجاء في الأثر :
أول ما خلق الله العقل ، فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبِر فأدبر ، فقال سبحانه : وعزتي وجلالي ما خلقت أفضل منك .
بين الإنسان والحيوان فرق واحد تنبثق عنه كافة الفروق . ألا وهو العقل . أعظم مخلوقات الله على الإطلاق . هو مناط العلم والتكليف والحساب . بدونه يصبح الإنسان حيواناً تسيره غرائزه الحيوانية وبه يتنقل الإنسان إلى المرتبة الأعلى بين مخلوقات الله ، والعقل آلة المعرفة ومنشؤها ومبدلها ومطورها . وكبقية الأعضاء وضع الإسلام له قوانين وتشريعات و أنظمة تليق بمستواه وتضعه عند حدوده وتستفيد من كل طاقاته المخبوءة فيه .
لذا فالعقل زينة الإنسان وهو دليله في البحث والعمل وسراجه في الظلمات ونجمته الهادية في عتمات الليالي الدهماء .
والمسلم الذي يوصله عقله على أسمى المعارف وأشرفها ، ويدله على خالقه دلالة اليقين و الاهتداء ، يجعل من عقله هذا وسيلته للسير على الطريق القويم لأنه يعلم أن هذا العقل هو مناط التكليف وان المسلم سوف يؤاخذ إذا لم يستخدم عقله استخداماً كاملاً ليصل به إلى النتائج المرجوة لزيادة الإيمان وتعميق اليقين . لذا قرن القرآن عملية التفكر في خلق الله بالنتيجة المحتومة وهي الإيمان وجعل هذه العملية دلالة العقل السليم وانه ما لم يصل المرء إلى هذه النتيجة فهو لم يستخدم عقله بالشكل السليم ..
قال تعالى :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) " آل عمران : 190 - 191 "
إنهم أولوا الألباب الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض ويصلون إلى نتيجة واحدة هي : ربنا ما خلقت هذا باطلاً ..
إنه الإيمان بأن الله لا يخلق شيئاً عبثاً ..
وأنت أيتها الأخت المسلمة :
أين أنت من هذا كله ؟
أنت و الرجل سواء . كلاكما مكلف بالتفكر والتدبر والوصول إلى هذه النتيجة اليقينية ، لكي يتعمق الإيمان في أرواحكم ويتغلغل اليقين ويزداد القلب ثباتاً وتمكيناً فلا تهتز جدرانه ولا تنهار قواعده . أنت مكلفة كشقيقك الرجل . فاليقين يقين يحمله الجميع ، رجلاً كان أو امرأة . والإيمان إيمان يعتنقه الطرفان دون فروق لأن التكليف بعد ذلك تماماً يتساوى للطرفين . والحساب يوم الدين على هذه الأمور أيضاً للطرفين على حد سواء .
أختي المسلمة ..
لا عمل بلا إيمان ، كما لا إيمان بلا عمل . وكلاهما العمل والإيمان لا يحصلان بدون العقل النير الموصل لليقين القوي .
فاعملي على أن يكون عقلك مكتملاً ناضجاً فاعلاً متجهاً صوب الحقيقة و الإيمان المثمر . و ستجدين نفسك مع المسابقات المقربات من الصحابيات المؤمنات اللواتي ما اتبعن الهدى إلا بعد أن استقر في عقولهن استقرار الجبال الرواسي . لهذا السبب نقول لك دائماً : العقل زينة ..
فليكن عقلك زينتك وحاديك إلى دروب الهدى واليقين .. الوصية السـادسـة .. أفضل من صحابية قال تعالى :
(إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِك َفَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) " المطففين : 22 - 26 "
وعندما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن آخر الزمان أخبرهم أن هناك أناساً يأتون في آخر الزمان يعملون بسنته و يلتزمون بنهجه و يتمسكون بالدين في مواجهة الفتنة . و كان فيما أخبرهم به صلى الله عليه وسلم أن قال أن للعامل من هؤلاء بالدين أجر سبعين صحابياً . و اندهش الصحابة لهذا الفارق الذي يجعل من أولئك الناس أفضل منهم فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن السبب هو أنهم لا يجدون على الخير أعواناً ، بل يجدون المنع والفتنة والاضطهاد . بينما يجد الصحابة في عصر النبوة على إيمانهم و دينهم أعواناً كثرا ، وحسبهم أن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد جاء الإسلام بين أمة العرب في الصحراء فحاربه الناس و لكنه في غضون سنوات قليلة استطاع أن يملأ قلوب الناس بالإيمان و أن يجمع حول نبيه مجموعة طيبة من المؤمنين الذين فتنوا عن دينهم فصبروا وحاربهم الناس فثبتوا و ما هي إلا سنوات قليلة أخرى حتى هاجر هؤلاء المؤمنون مع نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى يثرب و أقام دولة الإسلام ليحمي المؤمنين الذين وجدوا فيها مكاناً آمناً يعبدون فيه ربهم ، و يدافع عنهم جيشهم ضد الفتن والغزو ، و بعد سنين معدودة أضاء الإسلام جزيرة العرب كلها وبدأ يستعد للخروج هادياً الناس مبشراً بكلمة الله . وفاتحاً البلدان . و كان المسلمون والمسلمات يعيشون في كنف هذه الدولة الفتية لا يعانون من الخوف والفتنة .. وعندما استدار الزمان وانقلبت الأمور وبدأ الإسلام ينحسر من البلدان التي فتحها ومن نفوس الناس أيضاً وخاض المؤمنون حروباً ضارية ضد الشيطان وأعوانه متمسكين ما استطاعوا بدينهم ثابتين على الهدى .. وكانت الأمور تسوء وسادت جاهلية القرن العشرين بما حملت رياحها السموم من تغييب للإيمان ومحاربة لأهله بنشر الفتن والفساد . ووجد المسلمون أنفسهم أقلة ضعافاً يطاردهم أعداؤهم ويفتنونهم عن دينهم ويفسدون في الأرض . لقد افسدوا النساء و الأولاد و وضعوا لهم أنظمة و قوانين لا تمت للإسلام بصلة و أجبروهم على إتباعها .. و في هذه الأثناء و من خلال كل هذه الظلمات التي تراكمت بعضها فوق بعض ، ظل هذا الدين حياً نابضاً في قلوب فتية لم تغوهم الحياة الجديدة ولم تضلهم الأفكار الكثيرة ... قال تعالى:
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) " االكهف "
حملوا دينهم في قلوبهم وحياتهم وقبضوا عليه بكل صبر واحتمال كما وصفهم نبيهم أنهم كانوا يقبضون على دينهم كما يقبضون على الجمر .
لقد عاد الإسلام غريبا ً كما بدا . و لكن غربته الثانية اشدّ و اعتي و أكثر قسوة و إيذاء من غربته الأولى . والناظر لأحوال المسلمين و المسلمات يرى كم من الأذى و الفتنة و الاضطهاد يتحمل المسلمون من أجل دينهم في مواجهة جاهلية لا ترحمهم . تطاردهم في كل مناحي الحياة و لا تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم و عبادة ربهم .. ألا يستحق هؤلاء من الأجر عند الله الذي لا يضيع لديه شيء بمقدار وما تحملوا ؟ . ولأن كل شيء بأجر و مكافأة . ولأن الأجر قدر المشقة . فإن أجر هؤلاء الصابرين المرابطين سيكون فعلا أكبر بكثير من أجر الصحابة الكرام الذين نزل فيهم الدين ورأوا نبيه صلى الله عليه وسلم ومعجزاته أمامهم وشهدوا انتصاراته وتطبيقاته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأنت يا أخت الإسلام .. لك أكثر بكثير مما للصحابيات الطيبات إذا أنت التزمت بهذا الدين في خصم هذه الجاهلية . تمسكت به رغم الفتن والمغريات وتشبثت بحبل الله المتين . إن التنافس بين المسلين والمسلمات على نيل المزيد من الأجر ورضا الله ومحبته . بالتزام أوامره والصبر على المكاره التي تصيب المؤمنات في هذا العصر .. فإذا صبرت وتمسكت بدينك فإن البشرى قد وصلت إليك لأن لك من الأجر أفضل من سبعين صحابية .. بإمكانك أن تكوني أفضل منهن إذا أنت آمنت إيمانا ً لا لبس فيه ولا شك ولا زيغ , وعملت بما فرض الله عليك من فرائض وانتهيت عما نهى عنه . وصبرت على الفتن والإغراء والإثارة والاضطهاد .. وكنت كالقابض على الجمر تحتملين كل شيء وتستعينين بالله . وتربين أبناءك جيلا ً مسلما ً مؤمنا ً فبشرى لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حين قال : (( طوبى للغرباء )) .. فهل عرفت كيف يكون التنافس و إن بإمكانك الفوز بالدرجات العلى في الجنة وأنك عند الله تعالى فعلا ً ستكونين أفضل من صحابية ؟. الوصية السـابعـة .. لا .. لست راهبة قال صلى الله عليه وسلم : (لا رهبانية في الإسلام) .
وجاء ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره احدهم أنه يصوم الدهر ولا يفطر وأخبره الثاني أنه يقوم الليل كله ولا ينام , وأخبره الثالث أنه لا يقرب النساء .. وقد جاءوا إليه مهزولين متعبين من العبادة الكثيرة التي أستلّت صحتهم وهدمت أرواحهم وتركتهم بلا قوة ولا حول .. وقد كان هؤلاء يظنون أنهم بهذا يتقربون إلى الله عزوجل وترتقي درجاتهم عنده .. فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يفعل مثلهم وهو نبي ولا يصلي ولا يصوم كما يفعلون .. وإنما هو بشر مثلهم يصلي ويقعد ويصوم ويفطر ويتزوج النساء .. وأن حياة المسلم ليس فيها كل هذا التشدد , وأن هذا المنهج ليس مطلوبا ً في الإسلام , وأن هذا الدين يعتبر الإنسان وملكاته وغرائزه ومطالبه شيئا مهما ً, وأنه إذا أراد أن يكون مقبولا عند الله فإن عليه أن يعيش حياة طيبة لا عدوان في تفاصيلها على جسد ولا وقت ولا روح . وأن العبادة الكثيرة والمرهقة هي اعتداء على النفس والجسد والوقت وحرمان للزوجة والأولاد والأهل , بل وللمسلمين جميعا ً, من طاقات المسلم التي يجب أن يستغلها في شؤون مهمة لنصرة هذا الدين والقيام بأعباء الحياة اليومية .
ولكِ أن تتخيلي يا أختي المسلمة لو أن الرجال المسلمين فعلوا مثل أولئك النفر وغرقوا في العبادة بتلك الطريقة , ما الذي سيحدث للأمة الإسلامية التي تواجه الغزو الفكري والحضاري والفتن بكل أشكالها وألوانها , وتتعرض في كل يوم لهجمة مريرة تستهدف دينها وحضارتها.. ويواجه المسلمون هذه الهجمات بمثل هؤلاء النفر من المتعبدين الذين لا حول لهم ولا قوة ....؟
إن منهج هؤلاء النفر ليس هو منهج الإسلام وطريقتهم ليست هي طريقة الإسلام . وهم ليسوا قدوة صالحة عند المسلمين ولكن قدوتهم الحسنة في رسولهم صلى الله عليه وسلم والذي بين أن على المسلم أن يكون قويا لمواجهة الأعداء , فيصوم ويفطر ويقوم ويقعد ويتزوج وينجب ويربي أولاده وبناته على الخير .
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) " الأحزاب "
إن الإسلام لا يهرب من مواجهة الحياة ولا يتراجع أمامها. ويحافظ دائماً على جوهره ونقائه مهما اشتدت حلكة الظلام . لذا حارب الإسلام بشدة كل النزوعات التي يميل بها بعض الأفراد للانسحاب من مواجهة الحياة بالرهبنة والعبادة . وجعل مهمة المسلم هي أن يخوض الحياة ويجربها ويغامر في اكتشافها ويسير في الأرض يعيش بكل ما يمكنه ذلك ويعمل للدنيا عمل من يعيش أبدا , وفي الوقت نفسه يعيش لأخرته كأنه سيموت غدا. من هنا جعل الإسلام لكل عمل يعمله المسلم أجراً واعتبره جزءا من عبادته لله عزوجل , فقال صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه:
(إن في بضع أحدكم لأجرا ً , قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر؟. فقال صلى الله عليه وسلم : أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر ؟ كذلك لو وضعها في حلال كان له أجر).
فلا تغتري يا أخت الإسلام بكلام أولئك الذين يريدون للمرأة أن تترهبن في بيتها وينحصر عالمها بين الجدران فيضيق بها الأفق . بل عليك أن ترفضي منهج الرهبنة الخبيث الذي يفرضه المتخلفون المهزومين أمام زحف الجاهلية على المرأة المسلمة , وعليها أن تواجههم برغبتها في الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والذي عاش حياته كاملة غير منقوصة ولم يسمح لأتباعه بالانزواء في زوايا العتمة خوفا من مواجهة الجاهلية.
إعلمي إنكِ لم تخلقي لتحشري كالفئران في الجحور المعتمة لكي تصلي وتصومي فقط . واعلمي أن معركة الإسلام مع الجاهلية المعاصرة تحتاج إلى جهودك وجهود كل أخواتك المؤمنات التقيات اللواتي لا يخشين في الحق لومة لائم .. واعلمي بعد هذا كله أنك ِ فعلا لست راهبة , وأن الحياة التي يريد الإسلام أن يصنعها لا يمكن أن تقوم بدون جهودك وقدراتك المكبوتة . وعليك أن تتعلمي علوم الدين والدنيا فتدخلي المدارس والجامعات والكليات وتتخصصي في الطب والهندسة والكمبيوتر والفيزياء ليعلم الجميع أن الإسلام ليس عدوا ً للعلم وأن رجاله ونساءه كما جاء في صفهم (( رهبان في الليل , فرسان في النهار )). وأنهم أبناء الحياة الكاملة الطيبة ...
إنها سنته إذن . سنة الحياة والعيش الطيب , لا عيش الرهبنة والانعزال عن متاع الدنيا الذي أباحه الله للمؤمنين ومن رغب عن هذه الحياة فهو ليس من الإسلام في شيء ..
الوصية الـثـامنـة .. كيف توافقين على الزواج قال تعالى :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) " الروم : 20 "
وقال صلى الله عليه وسلم : (أربع من سنن المرسلين , الحياة والتعطر والسواك والنكاح) . (رواه الترمذي)
وقال صلى الله عليه وسلم : (يا معشر الشباب، من أستطاع منكم الباءة فليتزوج)
وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا ذلك تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
عندما يتحدث الناس عن الزواج يتطرقون للشروط المطلوب توفرها في الفتاة. ويضعون لها مواصفات دقيقة ابتداء من لون الشعر والعون والطول والوزن وانتهاء بالشهادة الجامعية أو الوظيفة . وإذا اهتموا قليلا ً سألوا عن دينها وتقواها لا حرصا ً منهم على دينها وعبادتها ولكن كي يثق الرجل بها . وهكذا تنقلب الصورة مرتين : مرة في البحث عن مواصفات غير ذات قيمة والمرة الثانية في نسيان مواصفات الرجل معتبرين أن القبول به مسألة لا تحتاج إلى نقاش , وأنه ما أن يطلب أية فتاة حتى تهرول إلية موافقة . وقد ساد هذا المفهوم في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة بشكل مؤذ وفقدت المرأة بندا ًهاما ً من بنود شخصيتها وحريتها واحترامها لنفسها واختيارها . وهذا كله ليس من الإسلام في شيء . وما هو إلا من بقايا العهد البائد الذي طغى على ديار المسلمين وغير مفاهيم الإسلام لديهم ووضع المراة في مرتبة متأخرة عن الرجل وحولها إلى كائن سلبي لا إرادة له , وأن مهمته في الحياة هي تلقي رغبات الرجل والاستجابة لمطالبه دون أن يكون لها أية رغبات أو مطالب ودون أن تكون لها أية شخصية , ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقتنع أحد أن دينا ً يحترم المرأة ويقدرها يسمح للنساء المؤمنات به أن يكن هذا القدر المهين والمذل , لذا فإن الناس قد خرجوا عن تعاليم الإسلام في هذا الشأن و حرفوا كلماته وأوامره واستلبوا حقوق النساء فيه ورموا بهن في زوايا الإهمال , ولم تعد المرأة في مجتمعنا إلا وسيلة لقضاء شهوة الرجل وأداة للتفريخ تنجب له أولاده دون أن يكون لها حق المناقشة أو الإختيار في هذا الشأن.
إن إحترام الإسلام لشخصية المرأة أكبر مما يتصوره الآخرون الذين فهموا الإسلام فهما ً مغلوطا ً , فهو الذي جعل المرأة مساوية للرجل وشقيقة له , يجري عليها ما يجري عليه , لها ماله من الحقوق وعليه ما عليها من الواجبات .. وفي الوقت الذي وضع فيه الإسلام مواصفات المرأة المناسبة للزواج فإنه أيضا ً وضع مواصفات الرجل المناسب لهذه المهمة , حين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة تنكح لأربع : لمالها وجمالها وحسب دينها . وطلب من المسلم أن يظفر بذات الدين , فإنه أيضا ًيبين لنا أن هناك شروطا ً أخرى يجب أن تتوفر في الرجل , وأنه بمقدار ما يهتم الرجل بمواصفات المرأة التي سيقترن بها فإن المرأة تهتم بمواصفات الرجل الذي ستقترن به . وأنه ما لم يكن هناك وفاق في المواصفات الطرفين فإن حياتهم لن تسير في الإتجاه الصحيح .
إن الحياة الزوجية يا أختي المسلمة حياة ثنائية , أنت نصفها الكامل وزوجك النصف الآخر , وكما له الحق وضع شروط ومواصفات لك يريدها فيك , فإنه يجب أن تكون لك شروط ومواصفات تريدينها فيه حتى توافقي .. والزواج وفاق واتفاق , إذا أردت لحياتك أن تسير في الإتجاه السلم السعيد وتتقدم من أجل تحقيق الهدف الأسمى للحياة الإسلامية المثمرة البناءة التي تهدف أول ما تهدف إليه سعادة الزوجين وتعاونهما في متطلبات الدين والدنيا . فإن عليك أن تضعي شروطك كاملة واضحة أمام أبيك وأخيك أو ذاك الذي جاءك خاطبا ً.
وعليك أن تتمسكي بمطالبك هذه وشروطك وليس أحد في الدنيا يستطيع أن يفرض عليك شخصا ً لا تريدينه أو لا تنطبق عليه الشروط التي وضعتها له. ولا نريد هنا تعداد هذه الشروط لأنك التي تعرفينها وتعرفين ما يناسبك من أمور ومواصفات ترينها مناسبة لحياتك . وأنا على يقين من أن المسلمة المتعلمة المثقفة الملتزمة ذات الشخصية القوية المتماسكة لا تسمح لشيء , أن يمر عليها دون أن تناقشه وتتأكد منه لتوافق عليه و ترفضه .. إذا فهمت يا أختي المسلمة هذه النقطة الهامة فإن موافقتك على الزوج ستكون قائمة على الفهم الكامل والوعي الشامل لأمور دينك ودنياك , سعادتك وهناؤك ...
إن المرأة المسلمة الواعية تستطيع أن تؤثر في أبيها وأمها وأخيها , وتدلهم على طريق الخير والهدى وتتفاهم معهم على ما تريده لحياتها مع الزوج المؤمن الملتزم الذي يكرمها ويحنو عليها ويراعي توجيهاتها واتجاه نفسيتها ويهتم بمطالبها المشروعة في الإرتقاء بما لديها من مواهب وإمكانات تساعد في تمسكها بدينها ودعوتها لبنات جنسها من أجل الالتزام بهذا الدين القويم .
أختي المسلمة ...
إعرفي كيف توافقين على زوجك قبل أن يهدمك الخاطبون ويفرض عليك ولي الأمر شروطا ًلا ترضيك ولا ترين فيها سعادتك , واعلمي أنه لا يكفي أن يكون الرجل ملتحيا أو لابسا ً دشداشة مقصرة أو يحمل مسواكا ً في يده حتى يكون زوجا ًمناسبا ً, بل إن هناك شروطا ً أخرى أكثر أهمية من هذه الشؤون , أنت تحددينها وتطالبين بها . | |
|
ahmed rock عضـو متمـيز (ذهـبى)
تاريخ التسجيل : 11/07/2008 المـشاركـات : 392 تقييم النشاط : 5976 كلمتى : المهنة ............ : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: رد: باقي وصايا الرسول للمراه المسلمه الخميس سبتمبر 18, 2008 11:39 am | |
| ]b]الوصية التـاسعـة .. افهمي زوجك .. وليفهمك هو أيضاً قال صلى الله عليه وسلم : (الناس معادن, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا).
وقال سبحانه وتعالى :
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) " فاطر : 32 "
وقال سبحانه :
(وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ) " فاطر : 19 - 22 "
لا يمكن للحياة أن تسير على وتيرة واحدة بين الرجل والمرأة مهما كان الحب وارف الظلال عليهم , لأن شؤون الحياة التي يواجهها كل واحد تجعل مزاجه في بعض الحيان متعكرا ً منكدا , فتراه لا يحتمل أي شيء و يثور غضبه لأتفه الأسباب . وهذه مسألة طبيعية في جوهر الخلق كما خلقهم الله تعالى , فالاختلاف بين الأمزجة والطبائع يترك دائما مسافة للإشكالات في الحياة .. من هنا فإن الناس الذين خلقوا من طينة واحدة لا يتمتعون بمزاج واحد ونفسية واحدة .. كما أن التربية التي يتلقاها كل واحد في بيته ومدرسته وحارته , بين أهله وجيرانه تخلق مساحات جديدة من الاختلاف بين طبائع الناس , لذا ترى بعضهم هادئا ًمتسامحاً وقورا ً, والآخر نزقاً عصبياً , والثالث نشيطا ًمتحمسا ً والآخر بليدا ًفاترا ً, هذا يتأمل بعمق و ذاك يعمل بنشاط و حيوية .. وهذا يحب بدون حساب , وذاك يكره .. وهكذا تمتلئ الحياة بنماذج مختلفة .. وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالمعادن .. فكما في المعادن ذهب وفضة ورصاص وتنك ونحاس فإن في الناس من يشابه الذهب أو يساوى التنك .. وقد تكتشف المرأة أن زوجها الذي اقترنت به يتكون من خليط من المعادن ، فهو أحيانا كالذهب لمعة وغلاء وقيمة ، وقد يصبح من التنك باهتا ورخيصا وتافها .. فإذا أحيانا المرأة عارفة تفاصيل تكوينه وقادرة على التعامل مع هذه التفاصيل كل واحدة حسب ظهورها فإنها ستجد نفسها في خضم مشاكل لا أول لها ولا آخر.. لذا فإن من أهم الخطوات التي يفترض في المرأة المسلمة أن تتخذها في هذا الإتجاه أن تعرف زوجها وتفهمه . تعرف مكونات معدنه ، ومتى يظهر الذهب على حياته ومتى يظهر التنك ، متى يكون ظالماً لنفسه ومتى يكون مقتصداً ، ومتى يكون سابقاً بالخيرات حريصاً على الدين .. متى يتهاون ومتى يتشدد .. ماذا يحب وماذا يكره . ما الذي يغضبه وما الذي يرضيه ما حقه عليها وما حقها عليه .. متى يمكنها أن تخاطبه باللين ومتى يحتاج الأمر إلى الشدة .. فإذا عرفت المرأة مداخل نفسية زوجها ومخارجها والمؤثرات التي تؤثر فيها ، استطاعت أن تسير حياتها معه بشكل يحفظ لحياتها الإستمرار ويجنبها الاصطدام والمشاكل التي لا تؤدي إلا إلى دمار حياتهما .. هذا من جانب . أما الجانب الآخر فإن الرجل ، النصف الآخر ، يجب أن يمتلك ذات المعرفة عن نصفه الأول .. ولأننا نطالب المرأة بكل هذه المعرفة فنحن نفترض أننا يجب أن نطالب الرجل بمعرفة مقابلة . فيعرف هو أيضاً نفسيتها ، وماضي تربيتها في بيتها ومدرستها ، يعرف رغباتها ومطالبها . يعرف ما الذي يؤذيها ويزعجها ويؤثر على أعصابها وما هو معدنها ومكوناته .
ونحن نعرف أن المجتمع الإسلامي المعاصر ألغى شخصية المرأة من حساب الرجل ، إلا من عصم ربك .. وصار الإهتمام مركزاً بشكل أساسي على مطالب الرجل ورغباته وشخصيته ، وهنا يأتي دور المرأة في أن توصل للرجل مكونات شخصيتها من منطلق قناعتها بإنسانيتها وبحقوقها الكاملة .
يقول تعالى في محكم تنزيله :
(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) " البقرة : 228 "
فبمقدار ما يجب أن تفهم المرأة زوجها وتتعاون معه لتحقيق ما يريد من رغبات وميول وطموحات يجب عليه هو الآخر أن يفهم زوجته ويتعاون معها لتحقيق طموحاتها ورغباتها . وأن لا يسمح لنفسه أن يطغى عليها ويهضم حقوقها تحت أي ذريعة كانت .
و عليك أختي المسلمة أن تدخلي إلى روح زوجك وعقله وتدخلي إلى وعيه أن التي تعيش معه إنسانة كاملة لها حقوق ومطالب ونزعات وطموحات ، وأن الحياة لا تكون هانئة وسعيدة طالما أهمل أحد الطرفين مطالب الآخر ورغباته . عليك أن تفهمي زوجك فهماً عميقاً شاملاً ، وأن تفهميه نفسك وشخصيتك فهماً عميقاً شاملاً ، وتذكريه دائماً كلما نسي شيئاً أو تجاهله ، والفهم والتفهم منهج أساسي وضروري لبناء حياة إنسانية يتعاون فيها الطرفان لتحقيق الطموحات المنشودة لكليهما في حياتهما .
ليست كل البيوت تبنى على الحب ، كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه ، فأين الرعاية والتذمم والتفاهم ؟ أين حدود الله التي يقف عنها المسلمون والمسلمات ويتحاكمون إليها ؟
يقول سبحانه :
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) " النساء : 65 "
الوصية العـاشـرة .. أطيعي فيما لا معصية فيه قال سبحانه وتعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) " النساء : 59 "
وقال صلى الله عليه وسلم (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) .
عندما نظر الإسلام شؤون المجتمع الإسلامي أقامه على قاعدة التراتب بين الناس وأولياء الأمور وجعل لكل فرد مسؤوليته فقال صلى الله عليه وسلم :
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .
وطلب من كل رعية أن تطيع راعيها ما دام يأمرها بما أمر به الله ورسوله . وجعل الأجر للإثنين في الأمور التي فيها مصلحة للمسلمين . وجعل الإثم على المسؤول عندما يكون هناك خطا في التطبيق ، لكنه طلب من المسلمين أن يكونوا حذرين في طاعتهم . فليس كل ولي الأمر يستحق الطاعة وليس كل أمر يصدره ولي الأمر يجب أن ينقذ ، لأن هناك شرطاً أساسياً يفرق بين المسلم وغيره . هذا الشرط هو صمام الأمان الذي يحمي المسلم من النحول نعجة في قطيع يقوده راع ما إلى حيث يشاء... إنه عدم الطاعة في أمر فيه معصيه لله عزوجل . وما عدا ذلك فالمسلم مطالب بالطاعة المستنيرة التي يتحمل مسؤوليتها أمام ضميره وأمام الله عزوجل يوم القيامه.
وزوجك يا أختي المسلمة واحد من ولاة الأمر والرعاة الذين تجب عليك طاعتهم طاعة متفتحة واعية تقوم على التفاهم المشترك بين الطرفين . ونركز هنا على الطاعة القائمة على التفاهم لا على الإستبداد والظلم . وقد تحدثنا فيما مضى عن العلاقة بين المرأة المسلمة وزوجها وأن عمادها التفاهم . وليس صحيحاً ما يروى من حكايات تفرض على المرأة أن تكون نعجة لا عقل لها ولا إرادة وأنها فقط تجلس في زاوية تنتظر صدور الأوامر من ولي الأمر .. إن سلطة الزوج في الإسلام ليست استبداداً وطغياناً . وإلا ما معنى الأحاديث التي أمرت الأزواج بالإحسان إلى زوجاتهم ومعاملتهن معاملة حسنة ؟ أليس هو صلى الله عليه وسلم القائل : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
أو ليس هو نفسه الذي قال صلى الله عليه وسلم : (رفقاً بالقوارير).
أو لم يقل سبحانه و تعالى :
(وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ) " البقرة : 231 "
والإسلام هو الذي جعل من المرأة إنساناً رفيع القيمة ومنحها الحق في أن تفكر في سلوكها وحملها مسؤولية هذا السلوك وأخبرها انه سيحاسبها حساباً عسيرا إذا هي لم تفكر فيما تفعل وانه لا يشفع لها أن ولي أمرها قد أمرها ، لأن ولي الأمر قد يزيغ أو يضل أو يخرج بسلطته عن التعاليم والشرائع فيطلب من رعيته ما لا يرضاه الله منهم . عندها يجب أن يقولوا (لا) ويقفوا في وجه الإنحراف عن طريق الله وشرائعه.
وأنت يا أختي المسلمة مسؤولة أمام الله عن تنفيذ شرائع الله وعدم الإنحراف عنها وبالتالي عليك أن لا تطيعي إلا ما عندك فيه من بـينات على أنه من أمر الله ، وكل ما ليس من الأمر الإلهي وحاك في صدرك منه شيء ولم تطمئني ، فتوقفي حتى تتبيني صحة الحكم واستقامته مع أوامر الله . . أما ما عدا ذلك من أمور شرعية يطلبها منك زوجك ، فعليك بالطاعة القائمة على التفاهم والحب بينكما .[/b][/quote] | |
|