AnaConda عضـــو متميـــز(برونزى)
تاريخ التسجيل : 15/09/2008 العمـر : 33 المـشاركـات : 177 تقييم النشاط : 5912 كلمتى : المهنة ............ : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: لقد جئت متأخراً الخميس سبتمبر 25, 2008 12:28 am | |
| فتحت عينيها المتعبتين بتثاقل أثقلتها السنون, دارت بعينيها في المكان, مكان مظلم كئيب تعشش فيه خيوط العنكبوت هنا وهناك, أغمضت عينيها ببطء فسالت دمعة على خدها المتجعد, وعادت بها ذاكرتها إلى الوراء إلى تلك الأيام عندما بشرت بأنها حامل, ويوم ولادتها لابنها كم كانت فرحتها غامرة, أبعدت عنها آلام الولادة عندما رأت وجهه الصغير وهو يصرخ ويبكي وقد لُف بالأقمشة كم كانت نظرته بريئة, فلم يكن يعرف تلك الكلمات بل السهام التي تمزق قلبها كلما سمعتها من لسانه, تذكرت ضحكاته التي تنسيها همومها وآلامها تنسيها الدنيا وأحزانها, كم كانت تسعد لسعادته وكم كانت تحزن لأحزانه, كم كانت تشرق الدنيا في وجهها عندما تراه سعيداً مبتهجاً وكم كانت تظلم الدنيا بوجهها عندما تراه حزيناً مكتئباً, كم من جراح له قد التئمن من كلماتها الحنونة وقبلاتها على خديه, كم ضمته لصدرها لتطفئ في قلبه نار الغضب, كم بكت وتألمت عندما مرض وأصبح طريح الفراش , عاشت أيام كلها كوابيس لم تكن تنعم بنوم ولا راحة بال حتى شفاه الله, كم فرحت لتخرجه من المرحلة الابتدائية, وكم تعبت لتقيم له الحفلات فقط لترى بسمته, لم تكن تريد شيئاً منه سوى هذه الابتسامة, كانت تعمل جاهده لتعوضه عن فقدانه لأبيه وعن يتمه, فلقد كانت هي أمه وأبيه, وفرت كل ما يتمناه لا يطلب شيئاً إلا ويجده عنده, وفي اختبارات نهاية المرحلة الثانوية, رفعت أكف الضراعة إلى الله لينال أعلى الدرجات, كانت كل يوم تقوم في منتصف الليل تدعو ودموع حرى تسيل على خديها, كانت تأمل أن تراه يُعوضها عن كل ما فقدته, كانت تحلم أن تراه رجلاً, وترى أبناءه حولها يتقافزون هنا وهناك, آه ما أجملها وأغلاها من أحلام . عندما تخرج من المرحلة الثانوية جاءها فرحاً بنجاحه وبنسبته العالية فسجدت شكراً لله ودموع الفرح تنهمر على خديها, وجاء ذلك اليوم عندما قال لها ببرودة أعصاب سوف ألتحق بالكلية الحربية يا أمي, كم كانت كلماته مؤلمه!! نعم هي تحلم به جندياً بطلاً ولكن لم تتخيل أن يأتي هذا اليوم, فبعد تعبها وجهدها سيذهب ويتركها وحدها, وغادر المنزل وأصبح لا يأتيها إلا في الاجازات كم مرضت ولم يسأل عنها, أصبح الأرق رفيقها فلا تنام, تفكر هل أكل إفطاره ؟ ومن يغسل له ثيابه ؟ من يرتب سريره ؟ من يجهز طعامه ؟ هل الطعام الذي يتناوله كافياً أم لا, فقدت لذة الطعام فلم تعد ترغب بطعام ولا شراب , يمر اليوم لا تأكل شيئاً تتذكر عندما كانت تنتظره على الغداء بعد عودته من المدرسة وقلقها الدائم عندما يتأخر دقيقة واحدة, أصبحت طريحة الفراش, حتى طرقت عليها جارتها الباب ذات يوم عندما فقدت خروجها ودخولها فلازمتها حتى شفيت وأصبحت تأتيها كل يوم لتخفف عنها الجراح التي أصابتها من سهام ابنها العاق حتى تحسنت حالتها النفسية, عندها كلف نفسه أخيراً بزيارتها وعندما دخل عليها لم تصدق عينيها ما ترى وكأن روح الحياة قد سرت في جسدها من جديد قبْل رأسها ببرودهِ المعتاد فلم تتمالك نفسها وضمته إلى صدرها لتطفئ فيه نار اشتياقها لابنها لم يلفت نظرهُ ضعفها لم يلاحظ أحزانها وآلامها لم يتألم لـ..... قطع عليها شريط الذكريات طرقات على الباب فقامت بتثاقل وفتحت الباب انه ساعي البريد أحضر لها رسالة ٌمن ابنها فسارعت بفتحها بيديها المرتجفتين وفتحت عينيها في ذهول لم تصدق ما تراه كان ابنها يخبرها بأنه تم نقل عمله إلى المدينة التي تقيم والدته فيها وسيأتي عندها غداً, سقطت الورقة من يدها . في الصباح الباكر جاء الابن يريد مفاجأة أمه بمجيئه, فأسرع إلى غرفتها وعندما فتح الباب دوت صرخته في أرجاء المنزل وجد أمه مستلقيةً على الأرض وبجانبها رسالته وبيدها ورقة قد أحكمت قبضتها عليها أسرع إليها يصرخ:أمي أمي, ولكن ما من مجيب سالت الدموع الحرى على عينيه لتُلين قلبه القاسي, أخذ الورقة التي بيدها بصعوبة وفتحها وقرأ..(يا بني كم كنت أحلم أن أراك بعد أن تحول شعري الأسود إلى الأبيض وبعد أن تحولت نعومة بشرتي إلى تجاعيد كنت أحلم أن أراك رجلاً قوياً تواجه الحياة وتتحدى الصعاب وتهشم بقبضتك صخور الحياة وتسلك طريقك المليء بالمشاق بقوة وإصرار كنت أحلم أن أرى زوجتك وأرى أبناءك يتحلقون حولي لأحكي لهم حكاية الرجل الشجاع التي كنت تحبها وتطلب مني أن أحكيها لك كل يوم دون ملل أو كلل ولكن يابني قد تكون النهاية قد اقتربت ورسالتي قد انتهت والطريق الذي كنت أسير فيه قد وصلتُ إلى نهايته واقترب إغلاق كتاب أعمالي ولكن الموت كأسُ وكل الناس شاربه ولن يستطيع أحد أن يرد الموت عنه, وأدعو الله لك الفوز في الدنيا والآخرة يا بني.... أمك) أسقط الورقة وتشنجت أضلاعه وأجهش بالبكاء كالطفل الصغير, وكانت الشمس تشرق على المدينة إلا أن منزلهم بدا مظلماً لأن الشمعة التي كانت تنيره قد انطفأت حتى جدران البيت شاركته أحزانه ولسان حالها يقول ( لقد جئت متأخراً ) ولكن "الرسول صلى الله عليه وسلم " قال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. ذكر منها وولد صالح يدعو له ) .
| |
|
mayo عضـو متمـيز (ذهـبى)
تاريخ التسجيل : 06/08/2008 العمـر : 38 المـشاركـات : 333 تقييم النشاط : 5952 الموقع : فى قلوب العشاق العمـل : جامعى فى مدرسه الحب المزاج : عاشق بدرجة امتياز كلمتى : المهنة ............ : الاوسمة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: رد: لقد جئت متأخراً الخميس سبتمبر 25, 2008 1:26 am | |
| الله على هذه القصة الجميله قصه صعبه اوى يا انا بجد كلمات رقيقة لكن بداخلها صعنات وقسوة فى معنيها ولكن للاسف هو ده حال الدنيا بجد لقد جئت متاخرا موضوع رائع وعنوان رائع جدا تسلم ايدك ومزيد من التقدم والازدهار يا رب تقبلى مرورى ويسعدنى ان اكون اول شخص ياتى ويسجل مع تحيات حمااااااااااااااااااادتى | |
|
اميرووووو عضـــو متميـز (فضـى)
تاريخ التسجيل : 09/09/2008 العمـر : 36 المـشاركـات : 255 تقييم النشاط : 5918 الموقع : كلية الشعب العمـل : شغااااااااال المزاج : ايام وبنعيشها كلمتى : المهنة ............ : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: رد: لقد جئت متأخراً الجمعة سبتمبر 26, 2008 8:29 am | |
| | |
|
همسه عتاب نـجم نـجـوم المنـتـدى
تاريخ التسجيل : 22/07/2008 العمـر : 36 المـشاركـات : 723 تقييم النشاط : 5967 العمـل : طالبة جامعية المزاج : تمام كلمتى : الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : الاوسمة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: رد: لقد جئت متأخراً الأحد سبتمبر 28, 2008 2:41 pm | |
| مشكووووووووووره بجد قصه تحفه
تسلم ايدك | |
|
دمعه حزينه نـجم نـجـوم المنـتـدى
تاريخ التسجيل : 29/08/2008 العمـر : 38 المـشاركـات : 833 تقييم النشاط : 5929 كلمتى : المهنة ............ : الاوسمة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: رد: لقد جئت متأخراً الإثنين سبتمبر 29, 2008 1:18 am | |
| | |
|