وفااااااااااااااااااااء........حتى المــــــوت

فرغت(حفصه)من اعمال بيتها
قبل منتصف الليل بقليل
وكان آخرها اعداد الدقيق لخبز اليوم الجديد
ازالت عناء النهار
بحمام دافىء منعش
وارتدت ثوبا ورديا
يحدد ملامح القد السمهرى
ويعطيه حقه كاملا غير منقوص
كما اضافت بعض اللمسات
على وجهها القمرى الجميل
وشعرها الحريرى الطويل
فبدت كثمره فى اوان القطاف
او عروس فى ليله الزفاف
كانت الدار قد خلت تماما من الحركه والضوضاء
بعد ان اوى الطفلان الصغيران الى الفراش
بعد رحله طويله فى اللهو واللعب
امتدت من الصباح الباكر حتى المساء
بعدهما بقليل دخل ابوهما حجرته لينام
بعد ان قضى النهار بطوله فى اعمال الارض
عسى ان ينال قسط من الراحه
يكون له عونا على الصباح الجديد
وما ادراك ما اعمال الارض
جهد لا ينتهى
وعرق لا يجف
وعناء لا يتوقف
على مدار الايام والاعوام
لا ستكمال رحله الحياه بمسئولياتها الشاقه المضنيه
*********
وقفت حفصه امام المرآه
تطمئن على حلاوتها وطلاوتها
والقت نظره عابره على ثوبها الانيق
قبل ان تتوجه الى فراشها
جلست بجوار زوجها النائم
ونادت عليه بصوت ناعم رقيق
-عبدالله....عبدالله
-نعم ماذا تريدين من عبدالله
-سؤال واحد..ارجو ان تجيب عليه بصدق وصراحه
والله على ما تقول شهيد
-وهل كذبت عليك من قبل
-لا تتهرب من الجواب
-لم اعرف السؤال حتى اهرب من الجواب
-ارجو ان تجيب عن سؤالى بصدق وصراحه
-ماذا تريدين بالضبط يا حصه
-اذا مت غدا او بعد غد هل تتزوج من بعدى؟
اخاف على ابنائى من ظلم زوجتك الجديده
هل تتزوج فى اليوم التالى
ام تنتظر حتى ذكرى الاربعين
اخشى ان تتزوج فور عودتك من الجنازه
من العروس يا عبدالله؟
-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم
حرام عليك يا حفصه
امامى فى الصباح عمل طويل
واريد ان انام يا بنت الناس الزينين
نامت الزوجه بجوار زوجها
استدار ناحيتها
واحاطها بذراعه وهو يقول بنبره صادقه ومخلصه:
اقسم بالله العظيم
لن تنام بجوارى امراه اخرى غيرك ما حييت
بعد دقائق قليله راح الزوجان فى نوم عميق
وفى الصباح الباكر
نادت عليه كعادتها
لكنه فى هذه المره لم يرد
كررت عليه النداء لكن دون جدوى
اخذت تحركه ذات اليمين وذات الشمال
ورفعت يده الى اعلى وتركتها فهوت بجواره على الفراش
صرخت حفصه صرخه مدويه
ايقظت الصغيرين وجمعت الجيران
وانتشر الخبر الحزين فى ارجاء الحى
وسبحان من له الدوام
مات الرجل الذى كان منذ ساعات
فى صحته وعافيته كالحصان الجامح
********
مضت الايام على الارمله الجميله
حزينه وثقيله
وبعد تسعه اشهر وضعت طفلها الثالث
الذى حمل اسم والده
بدأ الخاطبون يخططون ويدبرون ويدقون على بابها
يطلبون يدها من ابيها
ويسوقون عليه الاهل والاقارب حتى توافق
لكنها لم توافق
فى اول الامر رفضت دون ذكر للاسباب
وتعللت فيما بعد بالاطفال الصغار
قالت لاهلها:
من سيرعى هؤلاء اذا تخليت عنهم؟
ومن سيربى ابناء غيره؟
وهذا الرضيع لمن اتركه؟
قال والدها:
سيعيشون معنا فى الدار
نربيهم كما فعلنا معك ومع اخوتك
قالت:لن يخرج ابنائى من بيت ابيهم
وانت تقول دائما يا ابى
ان الاشجار لا تنمو الا فى ارضها
*********
مضى عامان وحفصه فى بيت زوجها
ترعى اطفالها
وتتلقى العون من ابيها وامها واشقائها
لجأ البعض الى حيله خبيثه
اشعلوا بها نار الفتنه فى الاسره الكريمه
واغضبت الاب الطيب من ابنته الجميله
قالو له:
الا تستطيع ان تحطم راس هذه البنت العنيده
وانت صاحب الكلمه المسموعه والنافذه
على اهل الحى جميعا؟
انها لا تعرف مصلحتها ولا مصلحه اطفالها
دخل عليها والدها فى بيتها غاضبا
وهو يقول بلهجه آمره قاطعه
اريد نهايه عاجله لهذا الموضوع
وطلب منها ان توافق
على الزواج من اخر المتقدمين لها
بكت حفصه
تماما كما بكت يوم وفاه زوجها
وروت لوالدها ما جرى بينها وبين زوجها
بعد منتصف الليل فى الليله الاخيره
قالت له:
لن اكون اقل من عبدالله وفاءا وصبرا
اقسم بالله العظيم
لن ينام بجوارى رجل اخر ما حييت
*********