قيل قديما :( اطلب العلم ولو كان في الصين) و انا اقول لم يعد طلب العلم يستدعي منا الذهاب الى الصين فببساطة شديدة نستطيع من خلال نقرة او اثنتين على لوحة مفاتيح الحاسب الالكتروني ان نحصل على اية معلومة نريدها بحيث اصبح بمقدورنا ان نستدعي الصين الينا بدلا من الذهاب اليها. و لكن شخصيا تبقى متعة القراءة العادية لكتاب معين متعة لا يوازيها متعة اخرى.
اذن و برغم ان طلب العلم و المعرفة اصبح بمتناول الجميع عن طريق الشبكة العالمية ( الانترنت) لا يخلو الامر من مضار. اولا ان القراءة الجادة اصبحت عادة قديمة نسبيا تعتمد على عملية توفر الكتاب المراد قراءته و بدلا عن ذلك اصبح تقليب و تصفّح المواقع امرا سهلا و اكثر تسلية و بذلك انصرف القاريء عن القراءة العادية علما ان سرعة التوصيل بالشبكة ليست مستقرة كما هو الحال في العراق و في بغديدا بشكل خاص. رغم هذه الظاهرة فان الميل لاستخدام الشبكة العالمية يزداد باستمرار حتى ادرك البعض ان تاثير ذلك اصبح سلبيا على حياتنا اليومية.
ان الاستخدام السلبي للشبكة العالمية ( الانترنت) ولّد مضار كثيرة و لكن ذلك لا يحسب على الشبكة ولا يحسب لها لان المستخدم هو الذي يحدد كيف و متى يستخدم الشبكة و بالنتيجة فان المستخدم هو الذي يحدد هذه الفوائد او المضار. ان الاضرار مختلفة و متنوعة و هي نفسية و جسدية او اسريّة و لا اريد ان ادخل هنا في تفاصيل ذلك لترك فسحة للقاريء لبحث الموضوع بنفسه. اما فوائدها فهي لاتحصى و اهميتها عالية جدا. لذلك تجد ان دول اوربا الغربية قد عمدت الى نصب شبكات حاسبات في كل مدرسة ابتداءا من المدارس الابتدائية و هذه الشبكات موصلة بالشبكة العالمية وفق ضوابط علمية و اخلاقية و خاضعة لنظام و قاية على مستوى عال من التقنية.
اذا ما ذكرنا شبكة محلية فان ذلك يعني مجموعة حاسبات تبدأ من عدد 2 فصاعدا و هذه علميا تسمى. شبكة محلية LAN و عندما يتم توصيل هذه الشبكة باخرى اي ببناية او مدرسة اخرى فاننا سنتحدّث عن شبكة عالميةWAN. اما عملية تصفّح مواقع و ارسال بريد الكتروني فهنا نتحدّث عن الشبكة العالمية الكبرى
WWW. كل شبكة من هذه تحتاج بالاضافة الى الحاسبات الى اجهزة اخرى خاصة مثل:
Router, Switch, Hub ... .
هنا اود انا اذكر مثالا على اهمية سلاح العلم و المعرفة و خطورتهما في حياة المجتمعات الحديثة اذا ما استخدمها الانسان بشكل سليم. في بداية الستينات رفعت اسرائيل شعار ( العرب لا يقرأون) و استثمروه استثمارا هائلا لدرجة ان اول حرب دخلها العرب بعد رفع هذا الشعار ضد اسرائيل كانت كارثة و قد سماها العرب ( نكسة حزيران ) . الحقيقة كانت هذه الحرب فعلا كارثة لاسباب معروفة للجميع و ابسط مثال على ذلك هو خسارة سوريا لهضبة الجولان.
قبل وقوع هذه الحرب بدأت اسرائيل باستثمار سلاح المعلومات عن طريق جمع و قراءة و تحليل كل ما ينشر و يكتب في المجلات و الصحف العربية داخل و خارج الوطن العربي و بهذه الطريقة كانت تراقب نشاط الد ول العربية من حيث مشتريات السلاح و تطوير القدرات الدفاعية و حتى طريقة تفكير المواطن العربي و الحصيلة كانت ان العرب كانو منشغلون بامور لا علاقة لها بالامن الوطني الخارجي و هكذا كانت اسرائيل قد حققت تفوقا كبيرا في سلاح المعلومات اي طريقة- اعرف عدوّك- و تم بنفس الوقت نشر معلومات مضللة و كاذبة عن وضع اسرائيل الاقتصادي و العسكري و هذه المعلومات وضعت للعربي الذي ربما يقرأ. عندما وقعت الحرب استفاق العرب من شدة وقع الكارثة و لكن كان الوقت متاخرا جدا.
اعود و اقول ان سلاح المعرفة اقوى من السلاح التقليدي و نحن حاليا نعيش و العلم مفتوح امامنا ليس فقط الانترنت و لكن هناك الفضا ئيات التي ليس تاثيرها اقل من الشبكات العالمية. لم يعد هناك قيود للتعلّم و استطلاع الافاق ضمن استخدام الانترنت فقط هي عملية حسن استخدامها و تسخيرها لاغراضنا اليومية. علينا ايضا و هذا مهم جدا ان ننسى القراءة التقليدية و ان نتعلم اسلوب القراءة مابين السطور لكي ندرك ما وصل اليه العالم من تطور. علينا ان نقرا و نقرأ و نقرأ .
ملاحظة صغيرة اخرى قرات ذات مرة في مجلة التايمز الامريكية ان بل غيتس صاحب اكبر شركة برامج في العالم ( مايكروسوفت ) يسمح لابنته البالغة من العمر11 عاما فقط 75 دقيقة في اليوم لاستخدام الانترنت و الحاسب الالكتروني. اترك للقاريء حرية الحكم على هذا الاسلوب في التربية .