flowergirl1987 عضــو فعـــــــال
تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمـر : 37 المـشاركـات : 49 تقييم النشاط : 5677 الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: ملتزم بس ***رومانسى!! السبت سبتمبر 05, 2009 3:28 pm | |
| "الحب" تلك الكلمة شديدة القصر ذات الحرفين ولكنها أشبه بمفتاحٍ لعالمٍ واسعٍ مليء بالفرح والمشاعر المتوهجة، فتبدو وكأنها شفرةٌ ولكنَّ تفسيرها حارَ فيه الأدباءُ والفلاسفةُ، قال بعضهم: الحب هو خُلُق، ورأى بعضهم أنه شعورٌ وإحساسٌ نبيلٌ ورقيق، وقال آخرون هو موقف؛ ولكن الحب يظل بحرارته ولوعته، وهناك آخرون قالوا إنه شيء ما يسري مع الدم يزيده تدفقًا ونقاءً، ولكن بلا شك هو شيء ما يسكن قلوب المحبين دون أن يسألوا عن معناه .. فالحب هو الشعور الوحيد الذي جمع بين المتناقضات، جمع بين البساطةِ والتعقيد، جمع بين القرب والبعد، وعن ذلك يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي في كتابه (أوراق الورد): "إن المحب عندما يجعل قلبه سكنًا لذلك الشعور فإنه يعلو فوق طبيعته الطينية ليكون كالنجومِ تتوهج بضوءٍ خافتٍ، وتحترق من داخلها كي لا يذوي ضوؤها". *
* ولكن هل الملتزم يعرف تلك المشاعر؟ وإن عرفها هل يجيد التعبير عنها؟ *
* وهل هو يتزوج لأجل بناء الأسرة والسكن وليتباهى الرسول صلى الله عليه و سلم به يوم القيامة فحسب؟ أو أن تلك المشاعر تتدفق به أيضًا لا يحرمه منها التزامه ولا يعجزه؟ ولا يفقده القدرة على أن يكون رومانسيًّا!! وهل مصطلح الرومانسية موجود عند الملتزمين والملتزمات؟ وما حدوده في ظل الالتزام في فترة الخطبة والعقد ثم الزواج؟ *
* تجيب إحدى السيدات و هي مديرة مركز السعادة للاستشارات الزوجية بالإسكندرية أن الحب مشاعر إنسانية موجودة عند البشريةِ كلها، والملتزمون تعترضهم تلك المشاعر بشكلٍ طبيعي، ولكن الذي يُميِّزهم نقاء قلوبهم ونفوسهم، بالإضافةِ إلى أنه أول حبٍّ حقيقي، وأنه غير قابل للمقارنةِ بأي حبٍّ سابقٍ، كما أنها تكون مشاعر صحيحة وصادقة ومكلَّلة بالنجاح واعتراف الأهل ورضى الله قبل ذلك كله، فكما أبلغنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في معنى الحديث: "مَن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه". *
* وأنجح الزيجات هي التي تمرُّ بثلاث مراحل، أولها: الخطبة حيث نموّ المشاعر والعواطف والتعبير بحدود، ثم العقد حيث يصبح التعبير وبعض الممارسات حلال ومطلوب، ثم البناء حيث يصبح كل شئٍ مباحًا. * * الحب في فترة الخطبة مؤشر جيد على انسجام الطرفين *
* ولا بد من وجود الحب في فترة الخطبة؛ لأنه مؤشرٌ جيدٌ على انسجامِ الطرفين وبدايات الود والرحمة التي بشَّرنا الله تبارك وتعالى بها في سورةِ الروم؛ إذ يقول تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّن أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَّرَحْمَةً﴾ (الروم: من الآية 21) وفي تفسير (في ظلال القرآن) يقول الأستاذ سيد قطب: إنَّ معنى لتسكنوا إليها أنها سكن العواطف والمشاعر والأبدان؛ أي إشباع الاحتياجاتِ النفسية والبدنية؛ لذلك لا يقف الالتزام حائلاً ومانعًا من الحبِّ في فترةِ الخطبة، ولكن بالشكل المباح شرعًا، مثل التعبيرِ اللفظي وغير اللفظي، علمًا بأنَّ التعبيرَ اللفظي يمثل 20% والتعبير غير اللفظي يُمثل 80%، مثل حسن الاستقبال والترحيب الجيد، والسؤال الدائم والمتابعة والاهتمام وشكر الصنيع والكلام الطيب والاهتمام بالأهل والابتسامة الهادئة، ولا ننسى الهدايا كوسيلةٍ تعبيريةٍ، أيًّا كانت قيمتها ولكنها ذات مغزى، فمن الممكن أن تكون شيكولاته عرف أنها تحبها فاشتراها لها من أجلها، ومن الممكن أن تكون وردة ويكون لها تأثير قوي. * * قيمتان رائعتان *
* وهناك أيضًا قيمتان رائعتان لا بد أن تستمرا معًا، وهما الحب والاحترام، اللذان يظهران في نبرةِ الصوتِ واحترام كل طرف للطرفِ الآخر واحترام المواعيد والاهتمام بالملبس و.. إلخ. *
* ويرى الدكتور أيمن مهدي أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا أنَّ كل إنسانٍ عنده قلب لا بد أن يحب، فالحب عاطفة جبرية موجودة في القلبِ ليس فيها اختيارٌ، والإنسان ينجذب لشبيهه "فالأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تنافر منها اختلف"، فالحب عبارة عن روحين متشابهتين تآلفتا. * * قصة صحابي واثق *
* ولا شك أن الملتزمين يملكون تلك المشاعر، فها هو الصحابي الجليل عبد الله بن أبي بكر تزوَّج من عاتكة بنت زيد وكانت حسناء جميلة ذات خلقٍ دامثٍ وأدبٍ رفيع؛ فأحبها حبًّا شديدًا؛ حتى شغلته عن جهادِه فأمره أبوه الصديق أبو بكر أن يُطلقها، وقال له: إنها شغلتك عن مغازليك فطلقها.. فاستجاب عبد الله وطلقها؛ فمرَّ به أبوه وهو حزين يُنشد: *
* فلم أرَ مثلي طلَّق اليوم مثلها ولا مثلهـا بغير ذنــبٍ تُطلــقُ لها خُلقٌ جذلٌ ورأيٌ ومنصبٌ على كبرٍ مني وإني لواثق (أي محب) *
* فرقَّ له أبوه فأمره أن يُراجعها فراجعها، وهو دليلٌ على أنَّ الملتزمين- وعلى رأسهم النجوم (أصحاب الرسول)- يحبون بقوة. *
* فالحب عاطفة تجمع القلوب ولكن بحدود، والذي يترتب على ذلك الحب هو ما يحدد حلِّيته أو حُرمانيته، فالخاطب له حدود في التعبير، ولا شك أنه عليه أن يعبر بأسلوبٍ رقيقٍ لا يخدش حياءَ المرأة، كأن يقول "أنا لو بحثت 100 عامٍ فلن أجدَ مثلك" أو "الحمد لله الذي رزقني بكِ، فقد كنتُ دائمًا أدعو الله أن يرزقني زوجةً صالحةً وقد رزقني". *
* والملتزم بعد الزواج يجد كلامًا كثيرًا ليقوله، أما غير الملتزم فيقول كل كلام الحب الرقيق في فترةِ الخطبة، فيُفرغ كل مدخراته التعبيرية في فترةِ الخطبة؛ ولذلك نجد أن الملتزمين هم أسعد الناس في حياتهم الزوجية؛ بل إن تلك السعادة من علامات الالتزام الصحيح؛ فقد سُئل الإمام الغزالي: "ما بال الزُّهاد أكثر الناسِ جِماعًا؟" فقال له: "لأنهم عفُّوا عن الحرام فجمع الله لهم جميع أنواع اللذةِ في الحلال". *
* فالملتزم يفرغ الشحنة في مكانها الطبيعي وهو بيته، بل إنها فضيلة من الفضائل المطلوبة الحب في الله، والحب في المقام الأول حسن معاشرة وليس كلامًا معسولاً، وبعد الزواج عند أول محنة يحدث الصدام فهو ليس ولَهًا وهيامًا وعاطفةً فحسب. * * ذات وصفات *
* ويؤكد أحد الدعاة أنَّ الحبَّ نوعان: حب ذات وحب صفات، والخطر يكون من التعلق بالذاتِ وما يترتب عليها من مخالفات، والإسلام يضع محاذير لمعرفته بالميلِ الفطري الشديد للنوعين؛ حتى يحفظ طهر العلاقة وحتى لا تشوبها شائبة، فالإسلام يحرم النظرة، والحب يُعبِّر عن حقيقةٍ إنسانيةٍ وفكرةٍ لا سبيلَ إلى أن نُنكرها. *
* ومسألة ميل القلب جوهر الحب هو ميل القلب ولكن هذا الميل إلى ما تميل النفس يختلف الأمر في ميل النفس إلى الذات والصفات، وكثير من الناس يميلون إلى الذاتِ، وأرقى أنواع الحب في الله عز وجل المتصف بالكمال وحب الرسول- صلى الله عليه وسلم- لوجود هذه الصفاتِ في الرسلِ كما في الأخلاق والمبادئ. | |
|