ahmed rock عضـو متمـيز (ذهـبى)
تاريخ التسجيل : 11/07/2008 المـشاركـات : 392 تقييم النشاط : 5976 كلمتى : المهنة ............ : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى :
| موضوع: السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الثلاثاء يوليو 29, 2008 5:38 pm | |
| دلائل الإمامة
وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، قال: أخبرنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر الكوفي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري قراءة عليه، قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا يحيى بن مساور، عن عليّ بن خزور، عن القاسم بن أبي سعيد الخدري.
رفع الحديث إلى فاطمة (عليها السلام)، قالت: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله)، فقلت: السلام عليك يا أبة.
فقال: وعليك السلام يا بنيّة.
فقلت: والله ما أصبح يا نبيّ الله، في بيت عليّ حبّة طعام، ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ثاغية(1) ولا راغية(2)، وما أصبح في بيته سُفّة(3) ولا هفّة(4).
فقال: ادخلي يدك بين ظهري وثوبي، فإذا حجر بين كتفي النبي (صلى الله عليه وآله) مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت فاطمة صيحة شديدة، فقال لها: ما أوقدتْ في بيوت آل محمد نار منذ شهر، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): أتدرين ما منزلة عليّ؟!
كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يديّ بالسيف وهو ابن ستّ عشر سنة، وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة.
ورفع باب خيبر وهو ابن نيف وعشرين، وكان لا يرفعه خمسون رجلاً، فأشرق لون فاطمة (عليها السلام)، ولن تقرّ قدميها مكانها حتى أتت علياً، فإذا البيت قد أنار بنور وجهها.
فقال لها علي (عليه السلام): يا ابنة محمد (صلى الله عليه وآله)! لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه الحال، فقالت: إنّ النبي حدثني بفضلك فما تمالكت حتى جئتك.
فقال لها: كيف لو حدّثك بكلّ فضلي؟(5).
صحيح مسلم
(بإسناده) عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنّه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد؟
فقال: جرح وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكسرت رباعيّته(6)، وهشمت البيضة(7) على رأسه.
فكانت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تغسل الدم.
وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يسكب عليها بالمجن(8).
فلمّا رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلاّ كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً، ثم ألصقته بالجرح، فاستمسك الدم(9)،(10).
تنبيه الخواطر
عن أنس قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) بكسرة خبز لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما هذه الكسرة؟ قالت: قرص خبزته، ولم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة.
فقال: أما إنّه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام(11).
مناقب ابن شهر آشوب: أخبار فاطمة
عن أبي الصولي، قال عبد الله بن الحسن: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة، فقدّمت إليه كسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها، ثمّ قال: يا بنيّة، هذا أول خبز أكل أبوك منذ ثلاثة أيام.
فجعلت فاطمة تبكي، ورسول الله يمسح وجهها بيده(12).
صحيفة الرضا (عليه السلام)
(بإسناده) قال علي (عليه السلام): كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة (عليها السلام) ومعها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ما هذه الكسيرة؟
قالت: قرص شعير خبزته للحسن والحسين، جئتك منه بهذه الكسيرة.
فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): يا فاطمة! أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام(13).
مكارم الأخلاق
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله، ثمّ يكون آخر من يسلم عليه فاطمة، فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها.
فسافر مرّة، وقد أصاب عليّ (عليه السلام) شيئاً من الغنيمة، فدفعه إلى فاطمة فخرج، فأخذت سوارين من فضة، وعلقت على بابها ستراً.
فلما قدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دخل المسجد، فتوجّه نحو بيت فاطمة (عليها السلام) كما كان يصنع، فقامت فرحة إلى أبيها صبابةً(14) وشوقاً إليه، فنظر، فإذا في يدها سواران من فضّة، وإذا على بابها ستر، فقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث ينظر إليها.
فبكت فاطمة وحزنت وقالت: ما صنع هذا بي قبلها.
فدعت ابنيها، ونزعت الستر من بابها، وخلعت السوارين من يديها، ثمّ دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الآخر.
ثم قالت لهما: انطلقا إلى أبي فاقرآه السلام وقولا له:
ما أحدثنا بعدك غير هذا فشأنك به، فجاءاه فأبلغاه ذلك عن أمّهما.
فقبّلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتزمهما، وأقعد كلّ واحد منهما على فخذه.
ثم أمر بذينك السوارين فكسّرا، فجعلهما قطعاً.
ثم دعا أهل الصفة - وهم قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال - فقسّمه بينهم قطعاً، ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستتر بشيء، وكان ذلك الستر طويلاً، ليس له عرض، فجعل يؤزر الرجل، فإذا التقيا عليه قطعه، حتى قسّمه بينهم أزراً، ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهنّ من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم، وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم.
ثم جرت به السنة أن لا يرفع النساء رؤوسهنّ من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رحم الله فاطمة، ليكسونّها الله بهذا الستر من كسوة الجنة، وليحلّينّها بهذين السوارين من حلية الجنة.
بشارة المصطفى
بالإسناد إلى أبي علي الحسن بن محمد الطوسي، عن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقّال، عن محمد بن معقل العجلي، عن محمد بن أبي الصهبان، عن ابن فضال، عن حمزة بن حمران.
عن الصادق، عن أبيه (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر فلمّا انفتل جلس في قبلته والناس حوله؛ فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل(15) قد تهلّل وأخلق، وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستحثّه الخبر(16)، فقال الشيخ:
يا نبي الله! أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فأرشني(17).
فقال (صلى الله عليه وآله): ما أجد لك شيئاً، ولكنّ الدال على الخير كفاعله.
انطلق إلى منزل من يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يؤثر الله على نفسه، انطلق إلى حجرة فاطمة، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه.
وقال: يا بلال، قم فقف به على منزل فاطمة.
فانطلق الأعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة (عليها السلام) نادى بأعلى صوته:
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل، من عند ربّ العالمين.
فقالت فاطمة: وعليك السلام، فمن أنت يا هذا؟!
قال: شيخ من العرب، أقبلت على أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقّة، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله.
وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك من شأنهما.
فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ(18) كان ينام عليه الحسن والحسين.
فقالت: خذ هذا أيّها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك(19) ما هو خير منه؛
قال الأعرابي: يا بنت محمد! شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش؟! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب(20).
قال: فعمدت - لما سمعت هذا من قوله - إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطلب، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي؛
فقالت: خذه، وبعه فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه.
فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله والنبي (صلّى الله عليه وآله) جالس في أصحابه.
فقال: يا رسول الله، أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد، وقالت: بعه فعسى الله أن يصنع لك. قال: فبكى النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال:
وكيف لا يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم.
فقام عمار بن ياسر (رحمة الله عليه) فقال: يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟
قال: اشتره يا عمّار؛ فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار.
فقال عمار: بكم العقد يا أعرابي؟ قال: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانيّة أستر بها عورتي وأصلّي فيها لربي، ودينار يبلغني إلى أهلي.
وكان عمّار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من خيبر ولم يبق منه شيئاً فقال:
لك عشرون دنياراً، ومائتا درهم هجرية، وبردة يمانية، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البر واللحم.
فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيّها الرجل، وانطلق به عمار فوفّاه ما ضمن له.
وعاد الأعرابي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أشبعت واكتسيت؟
قال الأعرابي: نعم، واستغنيت بأبي أنت وأمي، قال: فاجز فاطمة بصنيعها.
فقال الأعرابي: اللهم إنّك إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت رازقنا على كلّ الجهات، اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت.
فأمن النبي (صلّى الله عليه وآله) على دعائه، وأقبل على أصحابه فقال:
إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك: أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعلي بعلها ولو لا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبداً، وأعطاها الحسن والحسين.
وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء، وسيدا شباب أهل الجنة.
وكان بإزائه مقداد وعمار وسلمان، فقال: وأزيدكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: أتاني الروح - يعني جبرائيل (عليه السلام) - وقال:
إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربّك؟ فتقول: الله ربي؛ فيقولان: فمن نبيّك؟ فتقول: أبي؛
فيقولا: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ألا وأزيدكم من فضلها: إنّ الله قد وكل بها رعيلاً(21) من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها، وعن يمينها، وعن شمالها.
وهم معها في حياتها، وعند قبرها، يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
فمن زارني بعد وفاتي، فكأنّما زارني في حياتي.
ومن زار فاطمة، فكأنّما زارني.
ومن زار عليّ بن طالب، فكأنّما زار فاطمة.
ومن زار الحسن والحسين، فكأنّما زار علياً.
ومن زار ذرّيتهما، فكأنّما زارهما.
فعمد عمّار إلى العقد، فطيّبه بالمسك، ولفّه في بردة يمانيّة، وكان له عبد اسمه:
(سهم) ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك، وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت له؛
فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقول عمار (رضي الله عنه).
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد، وأنت لها.
فجاء المملوك بالعقد، وأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام.
فقالت: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد: أشبع جائعاً، وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه(22). | |
|