|
| معجزة القرآن ,,, | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
NoOoOoR عضـو محتـرف
تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمـر : 32 المـشاركـات : 5771 تقييم النشاط : 12857 العمـل : طالبهــ المزاج : واليكــ اشكوو فاقتي’’ كلمتى : الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : الاوسمة : الاوسمة الخاصــة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: معجزة القرآن ,,, الخميس أكتوبر 08, 2009 11:16 pm | |
| معجزة القرآن رؤية جديدة للإعجاز الرقمي نقدم للإخوة القراء هذا البحث في الإعجاز الرقمي وهو مقدمة لابد منها لكل من يهتم بهذا العلم...
ملخص البحث
من خلال البحث والدراسة توصّلتُ والحمد لله إلى آلاف الحقائق الرقمية اليقينيَّة والمذهلة! والتي تشمل جميع آيات القرآن الكريم وجميع سورِه. لذلك فقد نشأت فكرة عرض هذه الحقائق من خلال سلسلة من الأبحاث، في كل بحث جاء الحديث عن جانب من جوانب هذه المعجزة القرآنية الرائعة.
وهذا يثبت بأن عجائب القرآن لا تنقضي كما حدّثنا عنها حبيبنا محمَّد صلى الله عليه وآله وسلّم. وأن التناسقات الرقمية الغزيرة لا يمكن أن تأتي عن طريق المصادفة. فنحن نعلم جميعاً بأن المصادفة قد تتكرر في كتب البشر مرة أو مرتين أو عشر مرات على أكبر تقدير، ولكن لا يمكن لهذه المصادفة أن تتكرر مع جميع كلمات الكتاب فتأتي جميعها متناسقة مع الرقم سبعة!
وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على أن الذي رتّب حروف القرآن وأحكمها هو ربّ السماوات السبع سبحانه وتعالى. وذلك ليكون في هذه التناسقات الرقمية الدليل المادي لكلِّ ملحد نثبت له من خلالها صدق القرآن العظيم وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وأن هذا النبي الرحيم لم يأت بشيء من عنده، بل كل حرف في هذا القرآن هو من عند الله تبارك وتعالى.
أما المؤمن فهو معنيٌّ أيضاً بهذه المعجزة ليزداد إيماناً ويقيناً بعَظَمَة هذا القرآن، ولتكون هذه البراهين العددية سلاحاً بيده يستطيع من خلالها مناقشة الملحدين، وإثبات صدق دعوته إلى الله تعالى. فإذا كان الله تبارك وتعالى قد أعطى أنبياءه عليهم السلام معجزات تثبِّتهم على الحقِّ في مواجهة الملحدين بالحُجَّة والبرهان، كذلك أودع في كتابه المجيد معجزات يمكن لكلِّ مؤمن أن يستخدمها في مواجهة غير المسلمين، والإعجاز الرقمي هو أحد هذه البراهين المادية في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه اليوم.
مـقدمـة
الحمد لله الذي أتقن كل شيء صنعاً وأحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً، وصلى الله على محمَّد النبيِّ الأميِّ وعلى آله وصحبه وسلّم، أتى ليبلغنا كتاباً من عند الله هو أصدق كتاب على وجه الأرض، ووَصَفه بأنه كتابٌ: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].
بعد سنوات من الجهد المتواصل تمَّ إصدار الطبعة الأولى من هذا الكتاب، وكنتُ أهدف من خلاله رصد آراء السادة العلماء والأخوة القرَّاء والمهتمّين بهذا المنهج الجديد في دراسة آيات القرآن الكريم. وقد تلقّيتُ العديد من التساؤلات والانتقادات والملاحظات، وجميعها كانت نافعة والحمد لله في تطوير هذا البحث وإغنائه.
في الفقرات القادمة سنتعرف على أهم أنواع الإعجاز القرآني، وأن المعجزة القرآنية تتطور بتطور العلوم. ففي كل عصر نرى معجزة قرآنية تناسب ذلك العصر والعلوم السائدة فيه. ثم نجيب عن جميع التساؤلات والانتقادات التي يتعرض لها الإعجاز العددي اليوم، وكذلك نقوم بوضع ضوابط وأسس لهذا العلم الناشئ.
كذلك سوف نرى من خلال الأمثلة الرائعة التي اخترتها في هذا الكتاب أن الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم أكبر مما نتصور، ففي مقطع من آية نرى إعجازاً عددياً مذهلاً، وذلك في قوله تعالى عن نفسه: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 122].
بل سوف نرى في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزّ وجلّ وهي (الـم) معجزة مبهرة وتناسقات غزيرة مع الرقم سبعة، وذلك في الحروف التي تسمّى بالحروف المقطعة أو التي أفضّل تسميتها بالحروف «الممَيَّزة» والتي وضعها الله تعالى في أوائل بعض سور القرآن العظيم.
وأخيراً نتأمل مثالاً مذهلاً من سورة (يس) نتعرف من خلاله على دقّة وروعة التناسق الرقمي لحروف القرآن العظيم، وكيف تأتي لغة الأرقام متناسبة مع المعنى اللغوي للآية.
اللهمَّ ربَّنا تقبَّل منا هذا العمل واجعله خالصاً لوجهك الكريم، واجعل فيه النفع والخير والهداية لكل من يطلع عليه. رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ...
تطوّر الإعجـاز في القـرآن الكـريم
لقد تعهَّد الله عزَّ وجلَّ أنه سيُرينا آياته باستمرار فقال: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93]. ونعلم من قواعد اللغة أن حرف السين في قوله تعالى: (سَيُرِيكُمْ) يشير إلى المستقبل. وهذا يعني أن آيات الله ومعجزاته مستمرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ولذلك نرى في كل عصر من العصور إعجازاً جديداً لكتاب الله سبحانه وتعالى.
وسوف نعدِّد بعض جوانب الإعجاز القرآني وبشكل خاص الإعجاز في ميادين العلم الحديث لأنه الأكثر انتشاراً في عصرنا هذا، لنَخلُص إلى نتيجة مهمَّة وهي أن الإعجاز في علم الرياضيات هو أحد جوانب المعجزة القرآنية المتجدِّدة، والذي جاء مناسباً لعصرنا هذا ونحن نعيش بداية القرن الحادي والعشرين.
فقد بدأتْ رحلة الإعجاز القرآني بما سمّاه العلماء الإعجاز البياني أو اللغوي، وبما يتناسب مع عصر البلاغة الذي كان مسيطراً زمن نزول القرآن. ثم ظهرت بعد ذلك أنواع متعددة لإعجاز القرآن مثل الإعجاز الغيبي والتشريعي. أما في العصر الحديث فظهر الإعجاز العلمي بمختلف أنواعه الطبي والفلكي والنباتي وغير ذلك. وقد يكون آخر أنواع الإعجاز هو ما نشهده اليوم وهو ما سمّاه العلماء بالإعجاز الرقمي.
الإعجاز البياني واللغوي
وهذا النوع من أنواع الإعجاز هو أول نوع ظهر في القرآن الكريم. فقد نزل القرآن في قوم برعوا بالبلاغة والشعر والفصاحة، وتحدَّاهم بما برعوا فيه.
وقد درس علماؤنا بلاغة القرآن قديماً وحديثاً وأثبتوا بأنه لو تغيّر موضع كلمة أو آية أو سورة من كتاب الله عزّ وجلّ لاختلّ البناء البياني المحكم لهذا الكتاب العظيم.
كما أثبتوا أنه لا يمكن لبشر أن يأتي بمثل القرآن مهما بلغ من الفصاحة والبيان. ويكفي أن نعلم بأن القرآن متناسق من الناحية اللغوية من أول كلمة وحتى آخر كلمة فيه.
ولكي نأخذ فكرة عن دقّة كلمات القرآن نقرأ قوله تعالى عن النار: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) [الزمر: 71]. ثم يقول عن الجنة: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) [الزمر: 73].
وعندما بحث العلماء عن سرّ وجود واو العطف في الآية الثانية وعدم وجودها في الأولى وجدوا أن النار تكون مغلقة الأبواب، وكلما جاء فوج من أهل النار تفتح النار أبوابها ثم تغلقها، وهذا يناسبه قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)، أي كانت مغلقة ثم فتحت.
ويقول أيضاً عن عذاب أهل النار: (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ) [البلد: 20]. أي ذات أبواب مغلقة عليهم.
بينما نجد أن الجنة مفتوحة الأبواب دائماً، وهذا يناسبه قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)، فالواو هنا تدلّ على أن الأبواب كانت مفتوحة لهم من قبل أن يدخلوها. يقول تعالى عن أهل الجنة ونعيمهم فيها: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ) [ص: 50].
وتأمل معي لو أن أحداً أضاف على هذه الآية حرف الواو أو حذفه من تلك الآية، فهل يبقى من هذا الإعجاز شيء؟ إذن الإعجاز اللغوي للقرآن هو دليل على أنه صادر من الله وأن الله حفظه من التحريف. وهنالك الكثير من الأمثلة الرائعة في كتاب الله تعالى حول هذا الوجه من وجوه الإعجاز.
الإعجاز النفسي والتربوي
لقد نزل القرآن بأسلوب رائع يلامس القلب والعقل معاً. ومهما كرَّر المؤمن تلاوة القرآن فلا يملُّه أبداً، بل يجد لذَّة ومتعة في تلاوته وتكرار آياته وسوره.
هذه الظاهرة النفسية لا توجد في أي كتاب من كتب البشر، فالإنسان بطبيعة تكوينه يملّ التكرار، وتجده إذا قرأ قصيدة من الشعر أو قصة عدَّة مرات اختفت لذة قراءة هذه القصة أو القصيدة، وبدأ يبحث عن غيرها. أما في كتاب الله تعالى فتجد المؤمن يقرأ مثلاً سورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مئات المرات بل آلاف المرات ولا يملّ منها أبداً، بل في كل مرة يزداد حباً للقرآن ويزداد شوقاً وتلهُّفاً لتلاوة المزيد من آياته.
ولو تأملنا قصص الأنبياء في القرآن ومواقفهم وردود أفعال قومهم، لرأينا الكثير من الحقائق النفسية والفلسفية تتجلى في هذا الكتاب العظيم، قبل أن يكتشفها العلماء بقرون طويلة.
الإعجاز التشريعي
القرآن هو دستور ينظّم علاقات البشر مع بعضهم ومع خالقهم. وكلما تقدم العلم ثبُت صدق هذا التشريع الإلهي وأنه هو الحق. فالقرآن لم يأمرنا بشيء إلا وفيه الخير والنفع، ولم ينهنا عن شيء إلا وأثبت العلم ضرره.
فعندما حرّم القرآن الخمر اعترض بعض المنافقين على ذلك بحجَّة أنه دواء يشفي من الأمراض، فأكد لهم الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام بأن الخمر داء وليست بدواء.
وعندما جاء العصر الحديث أثبت العلماء بالدليل القاطع الأضرار الكبيرة لتعاطي الخمور بأنواعها، وليس في الخمر أي دواء أو شفاء، بل على العكس، فهي تسبب مئات الأمراض تبدأ من الكبد وتنتهي بالسرطان.
الإعجاز في علم الفلك
لقد تناول القرآن في عدّة مئات من آياته حقائق كونية وفلكية لم يكشف عنها العلم إلا مؤخراً في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
ومن الأمثلة الرائعة التي قدّمها القرآن ما يسمّيه العلماء اليوم بالنسيج الكوني. فقد قام أحد العلماء حديثاً باستخدام السوبر كمبيوتر في رسم صورة للكون إذا أردنا أن ننظر إليه من خارج الكون!
لقد أدخل في أضخم أجهزة الكمبيوتر بيانات حول ملايين المجرات في الكون، حجم كل مجرة وبعدها وموقعها وشدة إضاءتها وسرعة حركتها، وأعطى أمراً للكمبيوتر بوضع كل مجرة في مكانها على الشاشة.
وقد عمل الكمبيوتر لمدة أسبوعين متواصلين لإنجاز هذه المهمة، وكانت النتيجة أنه رسم صورة تشبه النسيج المحبوك! فالمجرات تصطفّ على شكل خيوط شديدة الإحكام وترتبط فيما بينها بشكل يشبه تماماً النسيج الذي يحبكه العنكبوت.
وعلى الفور سارع العلماء لإطلاق اسم «النسيج الكوني» على ما شاهدوه بأعينهم، ولكنهم وللأسف نسوا بأن القرآن العظيم قد سبقهم لهذا الاكتشاف بأربعة عشر قرناً!
يقول تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. وكلمة (الْحُبُكِ) هنا تشير بوضوح كامل إلى النسيج المحبوك، أي المتقن الصنع. فسبحان الله!!
ولو ذهبنا نتتبَّع آيات الله تعالى في السماء والكون والنجوم والثقوب السوداء وتوسع الكون والانفجار الكبير وغير ذلك من إعجاز القرآن الفلكي والكوني، سوف نحتاج لمجلدات ضخمة.
ويمكن لمن أحب الاستزادة من بحر إعجاز القرآن الكوني أن يدخل إلى موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنَّة على شبكة الإنترنت، ليطلع على مزيد من عجائب القرآن التي لا تنقضي.
الإعجاز في علم الأرض
لقد تحدث القرآن عن كثير من الحقائق العلمية في علم الأرض والجبال وعلم طبقات الأرض. ومن الأشياء المذهلة التي تحدث عنها القرآن بوضوح عدد طبقات الأرض وشكل هذه الطبقات.
يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]. فهذه الآية تشير بوضوح إلى عدد طبقات الأرض وهو سبعة.
أما شكل هذه الطبقات فقد تحدث عنه القرآن في قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا) [الملك: 3]. أي أن السماوات عبارة عن طبقات يغلف بعضها بعضاً، وبما أن الله تعالى قال: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) فهذا يعني أن الأراضين السبع أيضاً هي طبقات يغلف بعضها بعضاً.
والشيء العجيب أن علماء الأرض عندما قاموا بدراسة تركيب الأرض وجدوا أن هنالك سبع طبقات يغلف بعضها بعضاً، وهو ما تحدث عنه القرآن الكريم بشكل واضح!
كذلك تحدث القرآن عن شبكة الصدوع التي اكتشفها العلماء والتي تقسم القشرة الأرضية إلى مجموعة من الألواح. والقرآن لم يقل: «ذات الصدوع»، بل قال: (ذَاتِ الصَّدْعِ)، لأن العلم أثبت أن شبكة الصدوع متصلة ببعضها، وهي حقاً صدع واحد! يقول تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) [الطارق: 12].
الإعجاز في علم البحار
لقد تناول القرآن الكريم البحار وتحدث عن أعمق نقطة فيها. فقد العلماء أمواجاً عميقة في قاع المحيطات، وأثبتوا أن قاع البحر فيه ظلمات شديدة.
لم يكن هذا الاكتشاف جديداً بالنسبة لكتاب الله تعالى، فقد تحدث القرآن عن هذه الأمواج وهذه الظلمات بكل وضوح في قوله تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 40].
كما تحدث القرآن عن الحمم المنصهرة التي تشعل الماء في قاع البحار فقال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) [الطور: 6]. كما تحدّث القرآن عن برزخ بين البحر المالح والنهر العذب في المنطقة التي يصبّ عندها النهر في البحر. فقال: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) [الفرقان: 53]. وقد أثبت العلم وجود هذا الفاصل والجدار المائي بين النهر والبحر.
وتحدث أيضاً عن برزخ بين البحرين المالحين فقال: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) [الرحمن: 19-20]. وقد ثبُت أيضاً أن كل بحر من بحار الدنيا له خصائص تختلف عن الآخر، وعلى الرغم من امتزاج واختلاط هذه البحار عبر المضيقات، إلا أنه يبقى كل بحر محافظاً على خصائصه آلاف السنين، فلا يطغى بحر على آخر!
الإعجاز في علم النبات
هنالك الكثير من الحقائق النباتية التي تحدث عنها القرآن الكريم. ومن أجمل ما رأيتُ في هذا المجال قول الله تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: 5]. ففي ثلاث كلمات هنالك معجزة عظيمة! فقد وجد العلماء أن الأرض عندما ينزل عليها ماء المطر، تبدأ ذرات التراب بالاهتزاز بحركة سريعة، ثم يبدأ حجم التراب بالازدياد، وبعد ذلك تأتي عملية الإنبات.
إذن: ذرات التراب تهتزّ، حجم التراب يتمدّد بسبب خاصية أودعها الله في التراب، ومن ثم تصبح الظروف مهيّأة لنموّ النبات وخروجه من الأرض، أي أننا أمام ثلاثة مراحل.
وهذا ما حدثنا عنه القرآن بثلاث كلمات فقط في قوله تعالى عن الأرض الهامدة بعد أن نزل عليها الماء: (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ)!! فهل هذه مصادفات أم معجزات؟
الإعجاز الطبّي
لم يترك القرآن علماً إلا وتحدث عنه، يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل: 89].
فقد تحدث القرآن عن مراحل تطور الجنين بدقة بالغة، وقد كانت هذه المعجزة سبباً في إسلام الكثيرين. ومن هؤلاء أشهر علماء الغرب في علم الأجنة وهو الطبيب الكندي «كيث مور» الذي ألَّف مرجعاً عالمياً في مراحل تطور الجنين، ودُرِّس في كبرى جامعات العالم.
وعندما قرأ ما جاء في القرآن من قول الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 12-14]. وجد أن هذه الآيات تطابق تماماً العلم الحديث، فكانت هذه الآيات سبباً في إيمانه ورؤيته نور الحق.
الإعجاز الغيبي
لقد حدثنا القرآن عن أشياء من علم الغيب لم يكن لأحد علم بها وقت نزول القرآن والتي كانت سبباً في إسلام بعض العلماء. فهذا هو الدكتور موريس بوكاي أحد أشهر أطباء فرنسا والذي أشرف على تحليل جثة أحد الفراعنة وقرّر أنه أول من يرى هذا الفرعون، وأنه مات غرقاً في البحر، ونجا بجسده من حيتان البحر بمعجزة مذهلة!
وعندما سمع قول الله تعالى عن فرعون: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 92]. فعلم أن القرآن هو الحقّ، لأنه لا يمكن لأحد من البشر أن يطلع على حقيقة هذا الفرعون والذي مضى على موته أكثر من ثلاثة آلاف سنة! فكانت هذه الآية سبباً في اعتناقه الإسلام. وهنالك الكثير من المعجزات التاريخية والغيبية في القرآن الكريم لم تنكشف حقائقها علمياً إلا منذ عهد قريب.
بداية الـرحـلة مع الإعجاز الرقمي
منذ عشرين عاماً اطلعتُ على كتيِّب بعنوان (عليها تسعة عشر) للدكتور رشاد خليفة، وقد أبهرتني الأرقام والتناسقات الرقمية القائمة على العدد 19. ولكن بعد عدة سنوات انقلبت الأمور بعدما علمت بأن الأرقام الواردة في هذا الكتيِّب معظمها غير صحيح. وازداد الأمر سوءاً عندما علمتُ بأن رشاد خليفة قد ادعى النبوَّة وأصبح يتنبّأ بموعد يوم القيامة! واغتيل بعد ذلك في منزله في الولايات المتحدة الأمريكية!!
ثم أصبحتُ غير مقتنعٍ على الإطلاق بفكرة الإعجاز الرقمي، والذي زاد من إنكاري لهذا العلم أنني سمعتُ وقرأت لعلماء كبار يشكِّكون في هذا النوع من الإعجاز بل وينكرونه، والنموذج الذي يستشهدون به دائماً هو رشاد خليفة وادعاؤه النبوَّة وانحرافه. بل ومنهم من يحذّر من دراسة الأرقام القرآنية لكي لا يقع في المحذور الذي وقع به رشاد! حيث وصل به الأمر لتحديد موعد قيام الساعة!! والذي سيكون وفق حساباته عدداً من مضاعفات الرقم 19 وهو في عام 1710 هجرية!!!
واستمر الحال على ما هو عليه حتى بدأتُ أحفظ كتاب الله تعالى وأكرِّر آياته وأتدبّر معانيه وبلاغته وإحكامه. وأصبحتُ مقتنعاً بأن إعجاز القرآن إنما يكون بلغته وبيانه وأحكامه وليس بحساباته وأرقامه. ولكن بعد ذلك تغيرت الحال فأصبحتُ أمضي معظم وقتي في دراسة الإعجاز الرقمي، لنقرأ.
لقاء مع ملحد!
وقد شاء الله تعالى أن ألتقي مع أحد الملحدين الذين تأثروا بالغرب وأفكاره المادية وأصبح كل شيء عندهم بالحسابات والأرقام.
وبعد عدة مناقشات بيني وبينه اكتشفتُ بأن أسلوب التفكير عند هؤلاء الملحدين واحد. وهو أنهم يحاولون أن يخطِّئوا أي مؤمن يناقشهم في الدين، بل ويحاولون جاهدين أن يقنعوه بأنه إنسان مغفل، وأنه لا يوجد إله لهذا الكون، إنما هي الطبيعة بقوانينها وأزليتها.
لقد أطلعتُه على بعض الآيات القرآنية والتي تأثرتُ ببلاغتها ومعانيها عندما كنتُ أحفظها. وكنتُ أقول له: هل يمكن أن نجد في كلام البشر مثل هذه البلاغة والبيان؟
وكان جوابه على الفور: نعم ففي أبيات الشعر العربي القديم ما هو أكثر بلاغة!! وأستغفر الله العظيم، ولكن هذه هي عقيدتهم وهذا هو منهجهم في الردّ.
ولكي يغلق عليّ باب النقاش في اللغة والبلاغة، أردف قائلاً: انظر إلى روايات الأدب الإنكليزي وأقوال حكماء الهند وأتباع بوذا لتجد ما هو أكثر بلاغة أيضاً!!!
وبعد مناقشات كثيرة حول معجزات للقرآن، مثل تنبؤ القرآن بانتصار الروم بعد هزيمتهم في أوائل القرن السابع الميلادي، ومثل حديث القرآن عن الأمواج العميقة في البحر اللُّجِّي والبرزخ بين البحرين، وحديث القرآن عن أوتاد للجبال داخل الأرض، ومراحل تطور الجنين، وغير ذلك من وجوه الإعجاز التاريخي والعلمي والتشريعي، وجدته يردّ بعبارة يكررها: "إنني لستُ عالماً بالبحار ولا الجبال ولا الطب"!!
ولم أجد أمامي إلا لغة الأرقام لأناقشه فيها بعدما سدّ أي مجال للحوار على الرغم من عدم اقتناعي بهذا العلم وقتها. وبدأت أذكر له بعض الحقائق التي قرأتها في كتب الإعجاز العددي في التناسق مع الرقم 19.
ففتحتُ القرآن على أول آية منه وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وقلتُ له إذا قمتَ بعدّ حروف هذه الآية فستجد 19 حرفاً، وإذا بحثتَ عن عدد مرات ذكر هذه الآية فستجد أن هذه الآية الكريمة قد تكررت في القرآن كله 114 مرة أي من مضاعفات الرقم 19 (حيث 114÷19=6). فهل جاء هذا التناسق مع الرقم 19 بالمصادفة؟
ارتباك وهروب!
لقد وجدته يقف ويتأمل ويرتبك لهذه المفاجأة، فهو لم يستطع الهروب من لغة الرقم القوية. بل لم يجد أمامه إلا أن قال لي: "إن هذه مصادفة". وتابعتُ في مثال آخر أكثر تعقيداً فقلتُ له: هل تعلم أن في القرآن سوراً بدأت بحروف مقطَّعة حيَّرت المفسِّرين وأعيت الباحثين، ومنها سورتان في مقدمة كل منهما حرف القاف الذي هو أول حرف في كلمة (قرآن).
السورة الأولى هي سورة (الشورى) والسورة الثانية هي سورة (ق)، ومع أن السورة الأولى أطول بكثير من السورة الثانية، إلا أنك إذا عددتَ حروف القاف في كل سورة من هاتين السورتين فستجد بالضبط 57 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 أي هو ثلاثة أضعاف الرقم 19 فهو يساوي: 19×3.
ولكنه عاد فقال لي "إن هذه مصادفة أيضاً"! فقلتُ له إذن ما هو مجموع حروف القاف في هاتين السورتين؟ وعلى الفور قال: إن عدد حروف القاف في كل سورة هو 57 حرفاً، فيكون المجموع مساوياً: 57+57 وهذا العدد يساوي 114. فقلتُ له هل تعلم كم هو عدد سور القرآن الكريم؟ فقال: 114 سورة، فقلتُ إذن:
هل هذه مصادفة أن تأتي سورتان في القرآن وتبدأ كل منهما بحرف القاف، وعلى الرغم من أن السورة الأولى أطول من الثانية بكثير إلا أن عدد حروف القاف في كل منهما جاء واحداً!! وهل المصادفة جعلت عدد حروف القاف في السورتين مساوياً 114 بعدد سور القرآن العظيم؟
وهل مصادفة أن تبدأ كلتا السورتين بحرف القاف وحرف القاف هو أول حرف في كلمة (قرآن)!!! وهل مصادفة أن تتحدث كلتا السورتين في مقدمتهما عن القرآن؟؟
إن السورة الأولى وهي سورة الشورى بدأت بالحديث عن الوحي بالقرآن: (حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الشورى:1-3]. والسورة الثانية وهي سورة (ق)، وهذه السورة العظيمة أيضاً بدأت بالحديث عن القرآن، يقول تعالى: (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ) [ق: 1].
أليس في هذا إشارة إلى أن حرف القاف في مقدمة السورتين يرمز للقرآن، وجاء تكرار هذا الحرف في كلتا السورتين مساوياً لعدد سور القرآن الـ 114، هل هذه مصادفات؟
إن هذه التناسقات العجيبة جعلت صديقنا الملحد يتخبَّط ويقلِّب الورقة التي كتبتُ الأرقام عليها، ويحاول أن يخطِّئ هذه الأرقام، ولكنه لم يستطع، لأنني ببساطة أخبرته بأن الأعداد صحيحة، ويستطيع أن يعدّ الحروف بنفسه.
وبعد تفكير طويل انتفض قائلاً: وهذه صدفة أيضاً! ثم قال: "إذا أثبتّ لي بأن القرآن كلَّه منظّم بنظام رقمي كهذا فإنني سأقتنع به".
بداية رحلة جديدة
وبدأتُ من جديد بالبحث في كتب الإعجاز الرقمي عن حقائق رقمية مذهلة، ولكنني لم أعثر إلا على بدايات لتناسقات عددية قائمة على الرقم 19 وغيره من الأرقام الأولية. وهذه التناسقات لم تكن كافية لهذا الملحد أو غيره لإقناعهم بوجود نظام رقمي محكم يشمل كافة حروف القرآن وكلماته وآياته وسوره.
لقد ذهبت الظروف التي جمعتني بذلك الملحد، ولكن الكلمة التي قالها بقيت في ذاكرتي: "إذا أثبتَّ لي بأن القرآن كلَّه منظّم بنظام رقمي كهذا فإنني سأقتنع به".
وبدأتُ رحلة في عالم القرآن، وغيَّرتُ منهج التفكير عندي وقلتُ: ما هو المانع أن يكون القرآن متناسقاً بأعداد كلماته وحروفه؟ ولماذا أرفض فكرة الإعجاز الرقمي؟
أليس الله تعالى هو من أنزل القرآن؟ إذن لا بدّ أن نجد فيه التناسق والنظام في كل شيء، وليس في بعض الآيات أو الكلمات، بل جميع القرآن منظَّم ومحكم ومتناسق. وبما أن الله تعالى هو الذي وضع هذا التناسق الرقمي فلا بدّ أن يكون من ورائه هدف كبير، فالله تعالى لا يضع في كتابه شيئاً عبثاً.
وتذكرتُ قول الحقّ عزّ وجلّ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. وأدركتُ بأن هذه الآية تتضمن دعوة لتأمُّل التناسق والنظام في كلام الله تبارك وتعالى، وتمييزه عن العشوائية والاختلاف والتناقض الموجود في كلام البشر.
وأنه يجب عليَّ أن أتدبّر النظام والتناسق الموجود في القرآن الكريم، ليس لأنني أشكّ في كتاب الله، أبداً، إنما لأزداد علماً ويقيناً وتعظيماً للكتاب الذي سيكون شفيعاً لي أمام الله يوم يتخلى عني أقرب الناس، ويبقى عملي وخدمتي لكتاب الله جلَّ وعلا.
وبدأتُ أدعو الله بإخلاص أن يختصَّني بعلمٍ من عنده، وأن يجعل في هذا العلم النفع والفائدة، وبدأتُ أستعيذُ بالله من علمٍ لا ينفع، كما علَّمنا الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه. وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعل في هذا العلم النفع والخير والهداية لما يحبُّه ويرضاه.
ومرَّت عدة سنوات من البحث المتواصل في ظروف هيَّأها الله لي، وكانت سبباً في تفرّغي الكامل طيلة اليوم والليل لعدّ حروف القرآن وكلماته، ومحاولة إيجاد واكتشاف البناء الرقمي لهذه الآيات.
وكان الشيء الذي يجعلني أتحمَّل عناء هذا البحث الشائك هو أنني سأحصل على الفائدة مهما كانت النتيجة. فإذا كان الإعجاز الرقمي موجوداً، فيكون الله تعالى قد سخَّرني لإظهار معجزة جديدة في كتابه قد يكون لها الأثر الكبير في هداية بعض الملحدين إلى طريق الله تعالى.
وإذا كان هذا النوع من الإعجاز غير موجود، فإن الله تعالى يكون قد سخَّرني للتحذير من هذا العلم وأوهامه وأن هذه الأرقام لا فائدة منها.
وفي كلتا الحالتين فإن الأجر والثواب ثابت بإذن الله تعالى، وما دام الإخلاص والتوجّه إلى الله تعالى بقلب سليم ونيَّة صافية موجوداً، فلا بدَّ أن يهديَني الله تعالى إلى الطريق الصحيح، فهو القائل: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن: 11]، وهو القائل أيضاً: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3].
أخطاء مقصودة أو غير مقصودة
لقد كنتُ أقرأ ما كُتب في الإعجاز العددي، وأُفاجأ دائماً بخطأ مقصود أو غير مقصود، والشيء الذي يجعلني غير مقتنع بهذه الكتب هو أن الكاتب لا يتبع منهجاً ثابتاً، بل يغير منهج حساباته ليحصل على نتيجة موجودة سلفاً في ذهنه، ويظهر وكأنه يلوي أعناق النصوص لتتفق مع حساباته.
وبعضهم يقحم أرقاماً من خارج القرآن، والبعض الآخر يعتبر أي نتيجة يخرج بها على أنها معجزة، وينسى أن المصادفة قد تلعب دوراً كبيراً في هذه النتائج. إن كثرة الأخطاء الحسابية والمنهجية في بعض ما كُتب في الإعجاز العددي جعلتني أكثر إصراراً على تتبع الحقائق الرقمية في كتاب الله تعالى، بهدف الوصول إلى الحقيقة.
وقلتُ إن المعجزة إذا كانت موجودة فيجب أن تكون واضحة وبيِّنة ولا تحتاج لطرق ملتوية لإظهارها. فقد وصف الله تعالى كتابه بأنه كتاب مبين واضح، يقول تعالى: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) [الزخرف: 2].
وقلتُ أيضاً: إن الإعجاز يجب أن يشمل القرآن كلَّه بجميع حروفه وكلماته وآياته وسوَرِه، ويجب أن تكون هذه المعجزة برهاناً مادياً على أن الله تعالى قد حفظ كتابه من أي تحريف أو زيادة أو نقصان، وأنه إذا تغير موضع حرف من حروف القرآن فإن هذا النظام الرقمي سيختل، وأن وجود هذا النظام هو دليل على أن القرآن كتاب صادر من عند الله تبارك وتعالى.
وهذا يعني أنه لو تغير ترتيب كلمة من كلمات القرآن فإن ذلك سيؤثر على البناء الرقمي، إذن المعجزة يجب أن تراعي تسلسل الكلمات والآيات ولا تقتصر على أعداد الحروف ومجموعها، بل على ترتيب هذه الحروف في كل كلمة من كلمات القرآن الكريم.
وفي ظل هذه الرؤية ينبغي أن ندرس حروف القرآن بطريقة جديدة، ولجأتُ إلى الرياضيات الحديثة وما فيها من أنظمة رقمية مثل السلاسل الحسابية. وتبين لي بأن هذه السلاسل الرياضية تدخل في كل العلوم الحديثة بدءاً من علم الذرة وحتى علوم الفضاء. وأن آلية عمل أجهزة الكومبيوتر تعتمد على السلاسل الرقمية الثنائية.
نتيجـة مذهـلة
لقد قمتُ بكتابة الآيات القرآنية كما كُتبت في القرآن وعدّ حروف كل كلمة، أو عدّ حروف اسم (الله) تعالى في كل كلمة، أو عدّ حروف (الـم) وغير ذلك، وقراءة العدد الناتج بطريقة صفّ الأرقام حسب تسلسلها في كتاب الله عز وجل، وكانت النتيجة المذهلة جداً أن جميع الأعداد الناتجة كانت من مضاعفات الرقم سبعة.
وقد أمضيتُ سنتين في دراسة هذا النظام السباعي، وبعد أن حصلتُ على آلاف الحقائق الرقمية، ثبُت لي أن حروف القرآن منظّمة بنظام رقمي معجز يقوم على الرقم سبعة، هذا الرقم الذي ميّزه الله تعالى على كل الأرقام، فهو يدخل في نظام الكون وفي العبادات وفي الذكر والشفاء.
ولكن الملحد يحاول دائماً الالتفاف على الحقيقة والإتيان بحجج واهية لإثبات أن هذه المعجزة هي محض مصادفات. ولذلك فقد بدأتُ أركّز البحث في آيات محددة، بل في مقطع من آية، وذلك لدفع أية شبهة حول المصادفة في هذه الأرقام. وقد هداني الله تعالى لمنهج جديد وهو البحث عن الإعجاز داخل الآية ذاتها.
ولكن قبل ذلك ينبغي أن نلقي الضوء على أهم التساؤلات التي يواجهها اليوم الإعجاز العددي.
إجـابات عن تسـاؤلات مطـروحة
هنالك العديد من الأسئلة التي وردتنا بعد صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب. فقد تساءل بعض القراء حول الفائدة التي يقدمها الإعجاز الرقمي بالنسبة للمؤمن. وتساءل آخرون حول احتمال أن تكون هذه النتائج قد جاءت بالمصادفة!
ومنهم من تساءل حول سرّ رسم كلمات القرآن بشكل فريد ومميز، حيث إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي رُسمت كلماته بطريقة خاصة. ونجد أسئلة أخرى تتعلق بعلم الغيب، وهل هنالك علاقة للأرقام بالتنبؤ بالمستقبل؟ وغير ذلك من التساؤلات.
وفي هذا الفصل سوف نستعرض أهم التساؤلات التي طرحها علماء ومختصون وقرَّاء حول هذا الكشف الإعجازي الجديد. وسوف نجيب عنها بإذن الله تعالى بمنهج علمي وشرعي.
ونؤكد بشدة على أن القرآن متناسق في حروفه وكلماته، وأن الإعجاز الرقمي هو علم صحيح، ولو أننا رأينا بعض الأخطاء من بعض من بحثوا في هذا العلم، وهذا لا يعني أبداً أن المعجزة العددية غير صحيحة.
هنالك سؤال في كثير من المواقف التي تحاورتُ فيها مع بعض أهل العلم وهو: لماذا ندرس الإعجاز الرقمي، وما هي الفائدة من دراسة هذا العلم الجديد؟
أقول دائماً: بما أن الله تعالى هو من أودع هذه المعجزة في كتابه، فلا بدّ أن يكون منها فائدة، لأن الله تعالى لا يضع شيئاً في كتابه عبثاً. وأهم الفوائد التي لمستها خلال دراستي لهذا العلم يمكن تلخيصها بما يلي:
في دراستنا للإعجاز العددي نستجيب لنداء الله تعالى عندما يقول: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 82]، ففي هذه الآية دعوة لتأمّل التناسق والنظام في كلام الله تعالى، والتفريق بينه وبين الاضطراب والعشوائية والاختلاف الموجود في كلام البشر.
وتدبّر القرآن لا يقتصر على إعجازه البلاغي أو العلمي أو التشريعي، إنما هنالك علم مهم موجود في القرآن وهو علم الأرقام، فالتناسق الرقمي الذي نراه في القرآن لا يمكن أن يوجد في أي كتاب بشري، ولو كان هذا القرآن من صنع بشر لما رأينا فيه هذا النظام العجيب.
ثم إن الإعجاز الرقمي هو أسلوب جديد في كتاب الله يناسب عصرنا هذا، الهدف منه هو زيادة إيمان المؤمن كما قال تعالى: (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً) [المدثر: 31]. وهذا يعني أن الإيمان يزداد، وتأمل معجزات القرآن تزيد المؤمن إيماناً بالله تعالى.
هذه المعجزة هي وسيلة أيضاً لتثبيت المؤمن وزيادة يقينه بكتاب ربه لكي لا يرتاب ولا يشكّ بشيء من هذه الرسالة الإلهية الخاتمة. وهو كذلك وسيلة فعالة لإقامة الحُجَّة على من ينكر كلام الله تعالى.
أخي القارئ! ألا تحبّ أن يكون القرآن رفيقك في الدنيا والآخرة وعند لقاء الله تعالى ؟ ألا تحبّ أن يكون القرآن نوراً لك في ظلمات قبرك عندما يتخلى عنك أقرب الناس إليك؟ ألا تحبّ أن يكون القرآن شفيعاً لك أمام ربّك يوم القيامة؟
إذن كيف سيقدّم لك القرآن كل هذه الأشياء وأنت لم تقدّم له شيئاً؟ واعلم بأن دراسة معجزات القرآن مهما كان نوعها وتبليغها للمؤمنين وغير المؤمنين، هو من أحسن الأعمال، يقول تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].
إن البحث في الإعجاز الرقمي لا يعني أننا أهملنا بقية وجوه الإعجاز، مثل الإعجاز العلمي والبياني والتشريعي وكذلك الإعجاز في علوم الطب والنبات والغذاء والجبال والبحار والكون ....
وينبغي على المؤمن أن يتدبّر القرآن من كل الوجوه، فمعجزات القرآن الكريم لا تنفصل عن بعضها، بل يكمِّل بعضها بعضاً.
والإعجاز الرقمي هو جزء لا ينفصل عن المنظومة الإعجازية للقرآن الكريم والتي تضمّ آلاف المعجزات المتنوعة والمتجددة.
إن المناهج الملتوية لدراسة الإعجاز الرقمي وإقحام حسابات وأرقام لا يرضاها الله تعالى، ولا يُبتغى بها وجهه الكريم، فإن هذا لا فائدة منه ويعود بالضرر على المسلمين.
وقد وجدتُ بأن معظم علمائنا حفظهم الله تعالى يؤكدون بأنه إذا ما جاء من يستخرج من كتاب الله جلَّ وعلا إعجازاً رقمياً صحيحاً مدعوماً بالحُجَّة والبرهان، فمثل هذا العمل لا غبار عليه ولا يعارضه أحد.
بل ينبغي أن نستفيد منه في خدمة علوم القرآن. ولا ينبغي أن نقف موقف المعارض من أي بحث قرآني جديد لمجرّد أخطاء الآخرين فيه.
لنتأمل قول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة: 2].
إن بعض القراء ممّن اطلعوا على هذا العمل ورد منهم تساؤل وهو: هل يمكن أن تكون النتائج الرقمية الواردة في هذا البحث قد جاءت عن طريق المصادفة؟
أحبُّ أن أؤكد بأن الله تعالى قد وضع قانوناً رياضياً يعترف به كل إنسان يعلم شيئاً قليلاً عن لغة الأرقام، ألا وهو قانون الاحتمالات الرياضي، أو بكلمة أخرى احتمال المصادفة في عمل ما.
وهذا القانون يقضي بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دوماً وبالشكل نفسه، إنما هنالك حدود لهذه المصادفة.
فقد نجد في جملة من كتاب أو مقطع من شعر، أن عدد حروف هذه الجملة يتناسب بشكل ما مع الرقم سبعة، وقد نجد جملة ثانية أو ثالثة فيها تناسق مع هذا الرقم.
ولكن والمؤكد أن هذه القاعدة لا يمكن أبداً أن تنطبق على الكتاب كلِّه! بل مهما بحثنا في كتب البشر لا نجد أي تناسق رقمي يُذكر.
هذا في كتب البشر، أما في كتاب ربّ البشر جلَّ وعلا فإننا مهما بحثنا ومهما درسنا فسوف نجد جميع آياته وحروفه وكلماته وسوره تسير بنظام دقيق وعجيب، وتأتي جميع الأرقام من مضاعفات الرقم سبعة!! والأمثلة التي سنراها في هذا الكتاب لهي دليل مادي على ذلك.
هنالك الكثير من العلماء وخصوصاً المهتمين بقراءات القرآن العشر يطرحون سؤالاً مهمّاً وهو: هل ينطبق الإعجاز الرقمي على جميع روايات القرآن؟
يقول تعالى عن القرآن الكريم: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 82]. يمكنني أن أقول بأن الإعجاز الرقمي يشمل جميع قراءات القرآن، ويشمل جميع كلماته وحروفه وآياته وسوره، حتى النقطة في كتاب الله تعالى لها نظام مُعْجِزْ!
وأنه ليس هنالك أي اختلاف في روايات القرآن ولا في تفسيره ولا في أعداد كلماته وحروفه، إنما هنالك تعدّد لهذه القراءات وتعدد للتفاسير وتعدد للمعاني، وكذلك تعدد للأرقام، بما يزيد القرآن روعة وجمالاً وتنوعاً، فالقرآن كله معجز بجميع رواياته.
ولكن أبحاث الإعجاز الرقمي تقتصر حالياً على قراءة حفص عن عاصم، وهو المصحف الإمام، فهذه القراءة هي الأوسع انتشاراً في العالم الإسلامي، وهي الموجودة بين أيدينا اليوم، ونحن نعتمد على هذه القراءة في استخراج التناسقات الرقمية. وسوف نقوم إن شاء الله مستقبلاً بإجراء دراسة مقارنة لهذه القراءات من الناحية الرقمية، والنتيجة المؤكدة لهذه الدراسة أن كل قراءة فيها معجزة خاصة بها.
إن وجود عدد من القراءات هدفه زيادة عجز البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن الذي قال الله عنه: (قُلْ لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء: 88].
ويجب أن نعلم بأن هذه القراءات متشابهة تماماً باستثناء حروف معدودة، ويمكن اعتبار النتائج الرقمية الواردة في هذا البحث تنطبق بنسبة كبيرة على كل المصاحف.
والسؤال المتكرر هنا: إلى أي حد تراعي أبحاث الإعجاز الرقمي لفظ كلمات القرآن الكريم، وهل يقتصر الإعجاز على رسم هذه الكلمات؟
يمكن القول بأن الإعجاز الرقمي يشمل الرسم واللفظ معاً، ولكن الدراسات الحالية تقتصر على رسم كلمات القرآن، ونحن نقوم ببعض الأبحاث التي تهدف إلى استخراج المعجزة الرقمية المتعلقة بلفظ كلمات القرآن، ونرجو من الله تعالى أن يمنَّ علينا ببعض أسرار كتابه.
وهذا سؤال كثيراً ما أصادفه: هل يمكن استخدام الإعجاز الرقمي للتنبؤ بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى؟
ينبغي أن نؤكد بأنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، وكل من يدّعي أنه استخرج تاريخاً لحدث ما في الماضي أو المستقبل من القرآن الكريم، فعليه أن يأتي بالبرهان العلمي القاطع على ذلك. ولا يعني أبداً أنه إذا توافق رقم ما مع تاريخ لحدث ما أن هذا الرقم يدلّ على ذلك التاريخ.
وينبغي أن نتذكر دوماً قول الحق جلّ جلاله: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل: 65].
لذلك ينبغي أن نؤكد بأن أعداد القرآن بريئة من أعمال بعض الذين يستخدمونها لمعرفة الغيب، وأن الهدف الرئيسي للإعجاز الرقمي هو إظهار معجزة القرآن وبنائه من الناحية الرقمية.
ما هي الأسباب التي أدّت إلى وقوع بعض من بحثوا في هذا العلم بأخطاء وانحرافات مثل رشاد خليفة؟
قد يكون السبب الأساسي لكثرة الأخطاء في أبحاث الإعجاز العددي اليوم هو عدم وجود ضوابط لهذا العلم بعد. فكل باحث يصنع منهجاً خاصاً، وقد لا يلتزم به!
لذلك فإن أي بحث رقمي يفتقر للضوابط لا يمكن قبوله حتى يبين الباحث القواعد والأسس التي سار عليها في بحثه. ومن خلال الفصل الآتي سوف نقوم بوضع ضوابط للإعجاز الرقمي وأهم الأسس التي يقوم عليها هذا البحث.
أسـس وضـوابط البحـث
لقد انطلقنا في بحثنا هذا من قاعدة متينة، وهي أننا نعدّ الحروف كما نراها في القرآن دون زيادة أو نقصان. ثم نقوم بصفّ هذه الأرقام وفق قاعدة ثابتة طيلة البحث، وأن جميع الأرقام قد تمّ استخراجها من القرآن نفسه.
فلم نقم بإقحام أي رقم من خارج القرآن، ولم نعتمد أي قاعدة إلا إذا كانت قاعدة علمية ورياضية يعترف بها الجميع. وسوف نرى بأن جميع الأرقام الناتجة معنا من مضاعفات الرقم سبعة.
ونؤكد للسادة القرَّاء بأن النتائج الرقمية الواردة في صفحات هذا الكتاب هي نتائج صحيحة مئة بالمئة، وقد تمّت دراستها مئات المرات قبل نشرها، بل إنني كنتُ قد وضعتُ شروطاً صارمة لقبول أية نتيجة رقمية.
وأهم هذه الشروط انتفاء المصادفة نهائياً، أي أنه لو كان هنالك أي احتمال للمصادفة مهما كان ضئيلاً لتمّ رفض هذه النتائج، ولكن والحمد لله، جاءت جميع الحقائق واضحة وبعيدة عن المصادفة وهي معجزة بكل معنى الكلمة.
إن أهم شيء يلاحظه القارئ في هذا البحث هو أن جميع الأرقام الواردة فيه تم استخراجها من القرآن نفسه، ولم يتم إقحام أو إدخال أي رقم من خارج القرآن الكريم. وربما يكون ذلك من أهم ضوابط الإعجاز الرقمي.
قواعد عدّ ّكلمات وأحرف القرآن
سوف نعدّ واو العطف كلمة مستقلّة بذاتها، وهذه الطريقة لها أساس قرآني وأساس نحوي وأساس رياضي. فإذا تأملنا طريقة رسم كلمات القرآن كما كانت زمن النبي صلى الله عليه وسلّم، نجد أن الكلمات تُكتب بدون تنقيط وبدون همزة أو أية علامات تجويد أو علامات مدّ.
لذلك لا نعدّ هذه الإضافات مثل الهمزة وعلامات المدّ والتنقيط والتشكيل، ونحصي فقط الحروف كما جاءت في الرسم الأول للقرآن.
وفي هذه المصاحف نلاحظ أن واو العطف كانت تُكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، وقد تُكتب في المصحف منفردة في نهاية السطر، ولذلك يمكن عدّها كلمة مستقلّة، إذن هذا هو الأساس القرآني لطريقة عد الكلمات والحروف.
هنالك دليل على جواز عدّ واو العطف كلمة مستقلة ما نجده في سورة الكهف. نعلم بأن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 309 سنوات. وهذا بنص القرآن الكريم, يقول تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) [الكهف: 25].
والسؤال: هل هنالك علاقة بين عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف، وبين عدد كلمات النص القرآني؟ وبما أننا نستدلّ على الزمن بالكلمة فلا بد أن نبدأ وننتهي بكلمة تدل على زمن. وبما أننا نريد أن نعرف مدّة ما (لبثوا)، إذن فالسرّ يكمن في هذه الكلمة.
لنتأمل النص القرآني منذ بداية القصة وحتى نهايتها، لنجد أن الإشارة القرآنية الزمنية تبدأ بكلمة (لبثوا) يقول تعالى: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً)....
وتنتهي بالكلمة ذاتها، أي كلمة (لبثوا) في قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً* قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا).
والعجيب جداً أننا إذا قمنا بعدّ الكلمات مع عد واو العطف كلمة مستقلة، من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة، فسوف نجد بالتمام والكمال 309 كلمات بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف!!!
والذي يؤكد صدق هذه المعجزة وأنها ليست مصادفة هو أن عبارة (ثَلاثَ مِئَةٍ) في هذه القصة جاء رقمها 300 بما يتوافق مع معنى العبارة.
وفي هذه النتيجة دليل على جواز عدّ واو العطف كلمة مستقلة باعتبار أنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها.
ولو تأملنا قواعد النحو العربي نجد أن علماء النحو يصنّـفون الكلمة على ثلاثة أنواع: اسم وفعل وحرف، وبما أن واو العطف هي حرف مستقل فيمكن اعتباره كلمة على هذا الأساس.
من الناحية الرياضية نجد أن اعتبار واو العطف كلمة مستقلة سوف يؤدي إلى عدد كبير جداً من التناسقات السباعية المذهلة، والتي تختفي فيما لو ألحقنا الواو بالكلمة التي تليها ولم نعدّها.
ولكن العجيب أن الباحثين الذين يلحقون واو العطف بالكلمة التي تليها ولا يعدّونها كلمة مستقلة تأتي نتائجهم أيضاً منضبطة رقمياً! وهذا يدلّ على تعدّد وجوه الإعجاز الرقمي، وأننا مهما اتبعنا من طرق وأساليب لدراسة القرآن تبقى حروفه متناسقة، وهذا من عظمة القرآن.
النظام الكوني والنظام القرآني
إحدى آيات القرآن تتحدث عن أهمية العدد سبعة في بناء النظام الكوني: سبع سماوات وسبع أراضين. يقول تعالى : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق: 12].
لقد أمرنا الله بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وأن نسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وأن نرمي إبليس بسبع جمرات، وأمرنا أن نسجد على سبعة أعضاء....
إذن حكمة اللّه تعالى اقتضت اختيار الرقم سبعة لجعله أساساً للنظام الكوني ولنظام العبادات، فهل يدخل هذا الرقم في النظام المحكم لكتاب اللّه تعالى؟
بكلمة أخرى : هل يوجد نظام قرآني يعتمد على الرقم سبعة؟ إن الّذي نظَّم الكون وأسَّسَهُ على قواعد مُحكمة ودقيقة، لا بدَّ أن يكون قد نظَّم كتابه المجيد على قواعد وأنظمة غاية في الدقة والإحكام. بمعنى آخر : خَلْقُ اللّه مُنَظَّم ... إذن كتاب اللّه مُنَظَّم، ولا وجود للعبث أو الفوضى في خَلْقِ اللّه ولا في كلام اللّه جلّ وعلا.
حقائق حول الرقم سبعة في القرآن الكريم
1- للرقم سبعة أهمية خاصة في كتاب الله تعالى، فهو أول رقم ذُكر في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29].
2- الرقم سبعة هو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن بعد الرقم واحد، وهذا يدلّ على أهمية هذا الرقم.
3- أول سورة في القرآن هي الفاتحة، وهي أعظم سورة في القرآن، وقد سمَّاها الله تعالى بالسبع المثاني، وجاء عدد آياتها سبعة.
4- عدد الحروف الأبجدية للغة العربية التي أنزل الله القرآن بها هو 28 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي (7 × 4).
5- عدد أبواب جهنم هو سبعة، والعجيب أن كلمة (جهنَّم) قد تكررت في القرآن كله بالضبط 77 مرة، أي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة: (77 = 7 × 11).
الرقم 7 أول مرة وآخر مرة في القرآن
من روائع الإعجاز الرقمي ما نراه مع الرقم سبعة وكيف ذُكر هذا الرقم في القرآن أول مرة وآخر مرة. فقد ورد هذا الرقم لأول مرة في القرآن كما رأينا في قوله تعالى: (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ) [البقرة: 29].
أما آخر مرة ورد فيها هذا الرقم في القرآن ففي قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12].
إذن ورد الرقم 7 لأول مرة في سورة البقرة، وآخر مرة في سورة النبأ، والعجيب أن عدد السور من البقرة إلى النبأ هو بالتمام والكمال 77 سورة أي من مضاعفات الرقم سبعة!! فتأمل هذا التناسق العجيب.
والعجيب أيضاً أن عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة هو 5649 آية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة! أي:
5649 = 7 × 807
إن هذه النتيجة تدل على أن الله تعالى قد رتّب هذا الرقم بطريقة محسوبة، فجاء عدد السور من مضاعفات السبعة وعدد الآيات من مضاعفات السبعة والآيات تتحدث عن الرقم سبعة!!!
أول سورة وآخر سورة والرقم 7
هنالك تناسق سباعي في أول سورة وآخر سورة من كتاب الله تعالى. فرقم أول سورة وهي الفاتحة هو 1 أما رقم آخر سورة في القرآن وهي سورة الناس فهو 114 ويكون لدينا:
رقم أول سورة رقم آخر سورة
1 114
إن العدد الذي يربط بين رقمي أول سورة 1 ورقم آخر سورة 114 هو 1-114 أو 1141 ألف ومئة وواحد وأربعون، وهو عدد من مضاعفات الرقم سبعة:
1141 = 7 × 163
ولكي لا يظن أحد أن هذه النتيجة جاءت مصادفة نلجأ إلى أول آية، ثم نلجأ إلى آخر آية من كتاب الله تعالى، لنرى كيف تناسقت حروف كل آية مع الرقم سبعة بشكل يدل على أن هذا التناسق مقصود من الله تعالى، ليدلنا على إحكام حروف كتابه المجيد.
أول آية وآخر آية والرقم 7
إن أفضل كلمات يمكن للمؤمن أن يبتدئ بها أي أمرٍ ذي شأن هي: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، وهي أول آية في القرآن، وتتألف هذه الآية من أربع كلمات، وكل كلمة تتكون من عدة أحرف، ولكن ما علاقة العدد سبعة في بناء هذه الكلمات الأربع ؟
نكتب كلمات هذه الآية، ثم نكتب تحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في كتاب الله تعالى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3 4 6 6
إذن نحن أمام عدد هو : 6643 ستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون، ما علاقة هذا العدد بـالرقم سبعة؟ إن العدد 6643 من مضاعفات الرقم سبعة، أي ناتج قسمة هذا العدد على 7 يعطينا عدداً صحيحاً. لنتأكد من ذلك:
6643 = 7 × 949
إذن جاءت حروف أول آية من القرآن بنظام سباعي، ولكن ماذا عن آخر آية من القرآن؟
إن آخر آية في كتاب الله تعالى هي: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس: 6]. عندما نكتب كلمات هذه الآية ونكتب عدد حروف كل كلمة نجد العدد التالي:
مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ
2 5 1 5
وهنا نجد العدد الذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو 5152 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
5152 = 7× 736
أي أن العدد الذي يمثل حروف أول آية في كتاب الله تعالى، وكذلك العدد الذي يمثل حروف آخر آية من كتاب الله تعالى، كلاهما من مضاعفات الرقم سبعة.
توسع السماء والرقم 7
يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. في هذه الآية العظيمة حقيقتان كونيتان لم يتم اكتشافهما إلا بعد نزول القرآن بقرون طويلة. فالحقيقة الأولى تتمثل في كلمة (بَنَيْنَاهَا)، والتي بدأ العلماء حديثاً باستخدامها في أبحاثهم!
فبعد أن اكتشفوا أن الكون كلَّه بناء محكم بدءوا يدرسون بنية هذا الكون ويطلقون عليه اسم «بناء» بدلاً من كلمة «فضاء». إن هذه الحقيقة العلمية أي حقيقة بناء السماء لم يتم اكتشافها إلا في القرن العشرين عندما اكتشف العلماء المادة المظلمة التي تملأ الكون ولا نراها!!
أما الحقيقة الثانية فتتمثل في كلمة (لَمُوسِعُونَ)، فبعد أن تطورت أجهزة الرصد والقياس الكوني لا حظ العلماء أن جميع المجرات تهرب بسرعة هائلة متباعدة عن بعضها، وقرروا بأن الكون يتوسع باستمرار منذ نشوئه وحتى يومنا هذا وسيستمر إلى ما شاء الله تعالى، وهذا ما عبّر عنه القرآن بكلمة واحدة تشمل الماضي والحاضر والمستقبل وهي كلمة: (لَمُوسِعُونَ).
بالإضافة إلى الإعجاز العلمي في هذه الآية والمتمثل في حديث القرآن عن بناء الكون وتوسُّعه، هنالك إعجاز رقمي يقوم على الرقم سبعة الذي يمثل عدد السماوات!
إن هذه الآية كُتبت في القرآن بشكل مختلف عن الإملاء الحديث كما يلي: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ). نقوم الآن بإحصاء عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية كما نراها في كتاب الله تعالى:
ـ (و): واو العطف هي كلمة لأنها تكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها ، عدد أحرفها = 1 حرف واحد.
ـ (السَّمَاءَ): عدد أحرفها = 5 لأننا لا نحصي الهمزة حرفاً فهي لم تُكن مكتوبة زمن نزول القرآن.
ـ (بَنَيْنَهَا): عدد أحرفها = 6 لأن علامة المدّ ليست حرفاً لأنها لم تُكتب زمن نزول القرآن.
ـ (بأيْيدٍ): عدد أحرفها = 5 مع العلم أن الياء الثانية لا تلفظ، ولكن نعدُّها حرفاً لأنها مكتوبة في القرآن.
ـ (و): واو العطف كلمة عدد أحرفها = 1
ـ (إنَّا): 3 أحرف لأن الشدَّة ليست حرفاً فهي لم تُكتب على عهد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
ـ (لَمُوسِعُونَ): وعدد حروفها 7 أحرف.
الآن لو قمنا بعدّ كلمات الآية نجد 7 كلمات، ولو قمنا بعدّ حروف الآية نجد 28 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة!!
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
وَ السَّمَاءَ بَنَيْنَهَا بِأَيْيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ
1 5 6 5 1 3 7
العدد الّذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو 7315651 هذا العدد يتألف من 7 مراتب، ويقبل القسمة على الرقم سبعة، أي هو من مضاعفات الرقم سبعة:
7315651 = 7 × 223591
لماذا الياء الثانية؟
لماذا كُتبت كلمة (بأيْيدٍ) بياءين؟ إذن ما فائدة الياء الثانية الّتي لا تلفظ؟ والجواب نجده في لغة الأرقام، فالعدد المتشكل لدينا فيما لو تمّ حذف الياء الثانية لا يقبل القسمة على7، ولكن عندما نضيف هذه الياء تصبح قيمة العدد من مضاعفات السبعة كما رأينا.
كذلك الأمر بالنسبة لكلمة «بنيناها» فقد كُتبت هذه الكلمة من دون ألف هكذا (بَنَيْنَهَا) ولولا ذلك سوف يختل نظام القسمة على سبعة، فسبحان الله!
وهكذا نجد بأن كلمات القرآن قد رُسمت بطريقة فريدة اختارها الله لكتابه، وهذه الطريقة هي المناسبة لهذا البناء الرقمي المحكم، ولو تغير حرف لاختل هذا البناء العظيم!
ضوابط الإعجاز الرقمي
من أهم الأخطاء التي وقع بها بعض الباحثين في الإعجاز الرقمي عدم التزامهم بمنهج علمي ثابت في أبحاثهم. لذلك يجب على الباحث في هذا العلم أن يلتزم بمجموعة من الضوابط لتكون نتائجه مقبولة. وقد اتبعنا في هذا البحث مجموعة من الضوابط التي التزمنا بها طيلة البحث وهي:
1- الالتزام بخط المصحف الشريف وفق الرسم العثماني برواية حفص عن عاصم (مصحف المدينة المنورة).
2- عدم إقحام أي رقم من خارج القرآن، بل جميع الأرقام الواردة في هذا البحث هي عدد لحروف محددة، أو رقم لآية، أو رقم لسورة.
3- عدّ الحروف كما رُسمت في القرآن الكريم زمن نزوله، وعدم عدّ الإضافات مثل النقط وعلامات المدّ والتجويد والهمزة وغير ذلك.
4- التثبُّت جيداً من أن النتائج الرقمية تمثل إعجازاً وليس مصادفة، وذلك بعرض النتائج على قانون الاحتمالات الرياضي.
5- الالتزام بقاعدة رياضية ثابتة طيلة البحث، وهي طريقة صفّ الأرقام أو ما يسمّى بالسلاسل الرقمية العشرية أي التي تعتمد النظام العشري.
وسوف نرى من خلال هذا البحث العلمي القرآني أن الله تبارك وتعالى قد وضع كل كلمة من كلمات كتابه بدقة فائقة وفق نظام رقمي يعجز البشر عن الإتيان بمثله.
وطريقة صفّ الأرقام التي سنتبعها في أبحاث الإعجاز الرقمي هي طريقة معروفة في الرياضيات الحديثة وتسمّى السلاسل العشرية.
فالأعداد التي نراها في هذا البحث والتي تمثل عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية، ما هي إلا سلاسل رقمية عشرية، أي تعتمد على النظام العشري، حيث يتضاعف كل رقم عن سابقه عشر مرات.
وربما نتذكَّر في هذا المقام قول الله تعالى عن مضاعفة الأجر وفق هذا النظام الإلهي أي مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام:160].
في الفصل القادم سوف نعيش مع كلمات إلهية رائعة جاءت حروفها لتنطق بالحق، وجاء التناسق فيها بشكل مذهل مع الرقم سبعة، لتشهد على أن من أنزلها هو ربّ السماوات السبع سبحانه وتعالى.
| |
| | | NoOoOoR عضـو محتـرف
تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمـر : 32 المـشاركـات : 5771 تقييم النشاط : 12857 العمـل : طالبهــ المزاج : واليكــ اشكوو فاقتي’’ كلمتى : الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : الاوسمة : الاوسمة الخاصــة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: رد: معجزة القرآن ,,, الخميس أكتوبر 08, 2009 11:17 pm | |
| مَن أصدق من الله..!!؟؟
إن الملحدين لا يعترفون بهذا القرآن ويقولون إنه من تأليف محمَّد صلى الله عليه وسلم! والله تعالى يؤكد في آية من آيات القرآن صِدق قوله وصدق كلامه فيقول: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 122].
هل هنالك من هو أصدق من الله جلّ وعلا؟؟ ولكن كيف نقنع هؤلاء بصدق هذه الكلمات وأنها صادرة من الله تعالى؟ وكيف نتمكن من إقامة الحجة عليهم فلا نترك لهم سبيلاً لدحض حجَّة الله البالغة ومعجزته الخالدة؟
لقد وجدتُ بأن لغة الرقم القوية هي السبيل الأمثل للتعامل مع هذا الأمر، فهي اللغة اليقينية التي لا يمكن إنكارها، ولكن ونحن أمام عدة كلمات تتحدث عن صدق قول الله عزّ وجلّ، كيف نستخرج هذه المعجزة التي ستكون دليلاً مباشراً ولا يقبل الجدل على أن هذا الكلام هو كلام الله؟
سوف نستخدم قواعد وأسس الإعجاز الرقمي لاستخراج التناسقات المذهلة لحروف هذا النص العظيم. وسوف نرى بأن المعجزة الرقمية في هذا النص الذي يتحدث عن الله تعالى تقوم على حروف اسم (الله) سبحانه وتعالى، وبما يتناسب مع الرقم سبعة دائماً. لنقرأ فقرات هذا الفصل.
التناسق مع الرقم 7
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق كل ذرة من ذرات الكون وجعلها سبع طبقات، وخلق السماوات السبع ومن الأرض مثلهن، وجعل الأسبوع سبعة أيام، وأمرنا أن نسجد على سبعة أعْظُم، ونهانا عن السبع الموبقات، وأشياء كثيرة جاءت في العبادات والكون جاءت متناسقة مع الرقم سبعة، فإذا كان الله تعالى هو من نظّم هذه الأشياء بما يتوافق مع الرقم سبعة، أليس من الحكمة أن ينظّم حروف كتابه بما يتوافق مع هذا الرقم ليدلنا على أن خالق الكون هو نفسه منَزّل القرآن؟
حروف النص الكريم
لقد بدأتُ بكتابة حروف هذا النص الكريم، وتحت كل كلمة أضع رقماً يمثل عدد حروف هذه الكلمة، وكانت النتيجة المذهلة أن العدد الناتج من مضاعفات الرقم سبعة!
لنتأمل هذا التناسق لحروف النص الكريم كما كُتب في كتاب الله تعالى:
و مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً
1 2 4 2 4 4
إن العدد 442421 والذي يمثل حروف النص القرآني ينقسم على سبعة من دون باقٍ، أي هو من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي:
442421 ÷ 7 = 63203
وحتى الناتج من القسمة على سبعة وهو العدد 63203 أيضاً ينقسم على سبعة من دون باقٍ لمرة ثانية:
63203 ÷ 7 = 9029
ويمكن القول بأن العدد الذي يمثل حروف قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) أي العدد 442421 من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين متتاليتين! ويمكن التعبير عن هذه النتيجة رياضياً:
442421 = 7 × 7 × 9029
إن المؤمن بالقرآن يعتبر أن هذه النتيجة لم تأت عن طريق المصادفة، لأنه لا مصادفة في كتاب الله، بل هو تقدير وإحكام من الله. أما الملحد فهو يعتقد بأن هذا الترتيب جاء بالمصادفة. ولذلك قلتُ: إن معجزة هذا النص لم تبدأ بعد.
ولا بدّ أن نجد فيه إعجازاً يتعلّق بحروف اسم (الله) تعالى، ليؤكد لنا أنه هو قائل هذه الكلمات.
حروف اسم (الله) تعالى
ولكن كيف نستخرج مزيداً من التناسقات السباعية بما ينفي المصادفة ويثبت أن هذا الكلام هو كلام الله وليس كلام أحد من الشعراء أو الأدباء أو الرهبان؟
لقد استغرق هذا الأمر مني عدة أشهر من البحث والدراسة، وقلتُ من جديد: لماذا لا يكون السرّ في كلمة (الله) جلَّ جلاله؟؟ أليس الله تعالى هو قائل هذه الكلمات؟؟ ألا يستطيع هذا الإله العظيم أن يضع معجزة تتعلق بحروف اسمه تعالى؟ إذن لا بدّ أن يكون قد رتب حروف اسمه بشكل معجز يدل على أنه هو منَزِّل هذا النص الكريم.
وإذا استطعنا استنباط هذه العلاقة بين حروف (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، وبين حروف اسم (الله)، فإن هذا سيكون دليلاً قوياً على أن الله تعالى هو من أنزل هذا القرآن ووضع فيه هذه المعجزة. لأن هذا العمل ليس بمقدور البشر، فالإنسان لا يستطيع التحكم بحروف محددة داخل الكلام الذي يقوله.
لقد اقتضت مشيئة الله جلَّ وعلا أن يختار لاسمه الكريم من بين حروف اللغة العربية هذه الأحرف الثلاثة: «الألف - اللام - الهاء» ليسمي بها نفسه (الله)!
إذن السر يكمن في هذه الحروف التي اختارها الله تعالى. فنشأت فكرة عدّ هذه الحروف في النص الكريم. أي ماذا يحدث إذا قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في كل كلمة من كلمات النص الذي يتحدث عن الله؟؟
إنها عملية بسيطة ولكن نتائجها مذهلة، فقد كانت المفاجأة بالنسبة لي عندما قمتُ بعدّ حروف الألف واللام والهاء في قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) لأجد أن عددها بالضبط هو سبعة أحرف، فسبحان الله!
ولو قمنا بعدّ حروف لفظ الجلالة (الله ) سوف نجد أن حرف الألف قد تكرر 3 مرات، وحرف اللام فقد تكرر 3 مرات، أما حرف الهاء فقد تكرر مرة واحدة، والمجموع سبعة أحرف!
وقلتُ سبحان الله! حتى حروف (الله) في هذا النص جاء عددها سبعة! ولكن هل هذا كل شيء؟ طبعاً هنالك المزيد من التناسقات.
والسؤال: هل هنالك علاقة سباعية لتكرار هذه الحروف؟ أي هل هنالك من علاقة تربط بين الأرقام 3-3-1 التي تمثل تكرار حروف الألف واللام والهاء في النص الكريم؟
هذا ما وجدته فعلاً، فقد قمتُ بصفّ هذه الأرقام الثلاثة
حسب تسلسلها في اسم (الله) تعالى، أي الألف ثم اللام ثم الهاء، وكانت النتيجة المذهلة:
الألف اللام الهاء
3 3 1
والشيء العجيب أن العدد 133 والذي يمثل تكرار الحروف الثلاثة هو من مضاعفات الرقم سبعة، أي:
133 = 7 × 19
أصبح لدينا الآن أربعة أعداد من مضاعفات الرقم سبعة في نفس النص القرآني.
وبالرغم من أن هذه التناسقات لا يمكن أن تأتي عن طريق المصادفة، إلا أن الملحد دائماً يشكّك في أيّة معجزة إذا لم تكن مدعومة بالبرهان القوي الذي لا يدع له مجالاً للمراوغة. ولذلك هذه العمليات الأربعة للقسمة على سبعة لا تكفي، وينبغي البحث عن المزيد.
تناسق مُحكَم مع الرقم 7
لذلك بدأت رحلة البحث من جديد واستغرق ذلك مني أشهراً أيضاً وقلتُ: إذا كان عدد حروف اسم (الله) في النص هو سبعة، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات السبعة، فماذا يحدث لو درسنا توزع هذه الحروف على كل كلمة من كلمات النص الكريم؟؟
ولم أكن أتوقع بأنني سأجد نتيجة هي من أروع النتائج الرقمية التي رأيتها في بحثي الطويل. فقد كتبتُ النص القرآني، وتحت كل كلمة عدداً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف (الله)، أي ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والهاء، كما يلي:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً
0 0 1 0 4 2
لقد نتج معنا عدد هو 240100 هذا العدد الذي يمثل توزع حروف الألف واللام والهاء هو من مضاعفات السبعة أيضاً، فهو يقبل القسمة على 7 بدون باق، أي:
240100 ÷ 7 = 34300
ولكن الذي زادني انبهاراً أن العدد الناتج من القسمة على سبعة، أي العدد 34300 أيضاً يقبل القسمة على سبعة لمرة ثانية كما يلي:
34300 ÷ 7 = 4900
ولكن من جديد وجدتُ أن الناتج 4900 من مضاعفات السبعة:
4900 ÷ 7 = 700
وأخيراً فإن الناتج 700 أيضاً يقبل القسمة على سبعة لمرة رابعة:
700 ÷ 7 = 100
وبكلمة أخرى يمكن أن نعبر عن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) على كلمات النص الذي يتحدث عن صدق قول الله جلّ جلاله، وذلك كما يلي:
240100 = 7 × 7 × 7 × 7 × 100
وسبحانك يا رب العالمين ويا مبدع هذه الأرقام وهذه العجائب، تطلب من عبادك وهم الضعفاء الذين لا يساوون شيئاً أن يصدِّقوك وتسألهم: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)؟ ثم تضع لهم في كلامك هذا دلائل وبراهين ومعجزات يعجزون عن الإتيان بمثلها، ثم هم ينكرون هذا القرآن؟ وبالرغم من ذلك ترحمهم وترزقهم وإن عادوا إليك وجدوك غفوراً رحيماً!!
وتبارك الله العظيم! نصٌّ يتحدث عن الله، ويأتي فيه عدد حروف اسم (الله) سبعة، ويأتي تكرار حروف اسم (الله) من مضاعفات الرقم سبعة، ويأتي توزع حروف اسم (الله) من مضاعفات الرقم سبعة أربع مرات بعدد حروف (الله). والعجيب أن الناتج النهائي هو 100 أليس هذا دليلاً صادقاً على أن القرآن هو كلام الله الحق مئة بالمئة؟؟؟
إنها معجزة تستدعي التدبّر والتفكّر والتأمّل، وهذا ليس كل شيء، بل هنالك المزيد من العجائب والتناسقات السباعية، لنقرأ الفقرة الآتية.
موقع مميز لاسم (الله)
لقد تأملتُ هذه الكلمة العظيمة (الله) وقلتُ: إذا كان الله تعالى قد رتَّب ونظَّم حروف اسمه في هذا النص الكريم، فهل رتَّب ونظَّم موقع ومكان هذا الاسم العظيم؟؟
لذلك فقد قمتُ بعدّ الحروف قبل وبعد اسم (الله) في قوله تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، فكانت النتيجة الرائعة أن العدد الناتج هو سبعة في سبعة!!!
لنكتب هذا النص الكريم ونكتب عدد الحروف قبل وبعد كلمة (الله) سبحانه وتعالى:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ (اللَّهِ) قِيلاً
9 4
إذن عدد الحروف قبل كلمة (الله) هو 9 حروف وهي حروف المقطع (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ)، وعدد هذه الحروف بعد كلمة (الله) هو 4 حروف وهي حروف كلمة (قِيلاً).
ويكون بذلك العدد الذي يمثل الحروف قبل وبعد هذا الاسم هو 49 وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال سبعة في سبعة:
49 = 7 × 7
إن هذه النتيجة المذهلة لم تأت بالمصادفة، والدليل على ذلك أن عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) هو أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة! والآن لنكتب النص من جديد ونقوم بعدّ الكلمات قبل وبعد اسم (الله) تعالى:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ (اللَّهِ) قِيلاً
4 1
إذن عدد الكلمات قبل اسم (الله) هو 4 كلمات، وبعده كلمة واحدة، ويكون العدد مصفوفاً هو 14 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
14 = 7 × 2
ولكي نزيل أية شكوك باحتمال المصادفة، سوف نقوم بعدّ حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم (الله)، أي نحصي الحروف الخاصة بلفظ الجلالة قبل وبعد لفظ الجلالة، لنجد عدداً جديداًَ من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً كما يلي:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ (اللَّهِ) قِيلاً
1 2
والعدد الناتج 21 هو من مضاعفات الرقم سبعة:
21 = 7 × 3
وسبحان الله كيفما حسبنا وكيفما توجَّهنا بهذا النص نجده محكماً ومنضبطاً ومتوافقاً مع الرقم سبعة بشكل لا يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع نظاماً كهذا. أليس هذا إعجازاً إلهياً واضحاً يستدعي التوقف عنده طويلاً؟ | |
| | | NoOoOoR عضـو محتـرف
تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمـر : 32 المـشاركـات : 5771 تقييم النشاط : 12857 العمـل : طالبهــ المزاج : واليكــ اشكوو فاقتي’’ كلمتى : الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : الاوسمة : الاوسمة الخاصــة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: رد: معجزة القرآن ,,, الخميس أكتوبر 08, 2009 11:19 pm | |
| وجه الإعجاز في هذا المثال
لنتأمل ونلخص التناسقات السباعية في حروف قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً):
1- العدد الذي يمثل حروف هذا النص هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين.
2- مجموع عدد حروف اسم (الله) في النص هو 7.
3- تكرار حروف اسم (الله) في النص هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة.
4- توزع حروف اسم (الله) على كلمات النص هو عدد من مضاعفات السبعة أربع مرات.
5- عدد الحروف قبل وبعد اسم (الله) في النص هو عدد من مضاعفات السبعة بل يساوي سبعة في سبعة.
6- عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) هو عدد من مضاعفات السبعة.
7- عدد حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم (الله) يشكل عدداً من مضاعفات السبعة.
إذن نحن أمام سبع معادلات تحوي 12 عملية قسمة على سبعة!!! وإن احتمال المصادفة في هذه العمليات السباعية في النص ذاته هو: واحد مقسوماً على سبعة 12 مرة، وحسب قانون الاحتمالات الرياضي، أي أن احتمال المصادفة هو أقل من واحد على 1977326743 والسؤال: هل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق احتمالات كهذه؟ وهل يمكن لأبسط إنسان أن يصدق أن عمليات القسمة المنظمة الأربعة عشر جميعها جاءت بالمصادفة!؟؟
إذن يتجلى الإعجاز في هذا المثال في أمرين: الأول أن هذه التناسقات ليست من صنع بشر ولا هي بالمصادفة بل هي بتقدير الله تعالى. والثاني أنه لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها، إذن هذه التناسقات معجزة تُعجز البشر عن الإتيان بمثلها.
أسرار (الـم) في القرآن الكريم
كثيرة هي التساؤلات التي طُرحت حول الحروف في أوائل بعض السور: فلماذا وضع الله تعالى هذه الحروف بالذات؟ وهل جاء الزمن الذي يَمُنُّ الله علينا باكتشاف سرِّها؟ وهل يمكن أن تكون هذه الحروف دليلاً مادياً على صدق كتاب الله تعالى في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه اليوم؟؟
سوف نرى من خلال معجزة هذه الحروف وبنائها الرقمي المحكم مدى التعقيد والإبداع الإلهي والذي لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله. سوف نرى نسيجاً رائعاً من التناسقات العددية القائمة على الرقم سبعة ومضاعفاته وفق منهج علمي ورياضي محكم. ونكتفي بأول حروف ذكرت في القرآن وهي (الـم).
فعندما ندرك الإعجاز في هذه الحروف الثلاثة، ندرك أن بقية الحروف فيها معجزة تستحق التفكّر، وندرك بأن كل حرف في القرآن فيه معجزة ولكن أين من يتدبّر؟!
يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
حروف ميَّزها الله تعالى
نود أن نشير إلى أن تسمية الحروف التي في أوائل السور بالحروف المقطعة هي تسمية غير دقيقة من الناحية العلمية. فنحن نرى مثلاً حروف «ألف لام ميم» تكتب موصولة هكذا (الـم) وليست مقطعة! إذن هذه الحروف ليست مقطعة.
وقد يسمي بعضهم هذه الحروف بالحروف النورانية، وهذه التسمية أيضاً غير دقيقة، لأنه لا توجد بالمقابل حروف مظلمة!
ولذلك وبعد بحث طويل تبيَّن لي بأن أفضل تسمية لهذه الحروف هي «الحروف المميزة». وذلك لأن الله عزَّ وجلَّ قد ميّزها عن غيرها من الحروف ووضعها في مقدمة ربع سور القرآن تقريباً.
ما هو الهدف من وجود هذه الحروف في أوائل السور؟
يمكن القول بأن الحكمة من وجود هذه الحروف هو وجود معجزة فيها، وأن مهمة هذه المعجزة أن تقدم الدليل المادي على أن القرآن كتاب من عند الله تعالى، وليس كما يدعي المبطلون أنه قول بشر.
فالبشر عاجزون عن تأليف كتاب وتنظيم كل حرف من حروفه بنظام رقمي محكم، وذلك لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي للكتاب، أما كتاب الله فهو محكم لغوياً ورقمياً.
كذلك هنالك مهمة أخرى لهذه الحروف وهي إثبات استحالة الإتيان بمثل القرآن، فمهما بلغ البشر من العلم لن يستطيعوا تأليف جمل يتحكّمون فيها بتوزع وتكرار حروف معينة داخل الكلمات وبحيث تتشكل دائماً سلاسل رقمية تقبل القسمة على سبعة.
ويمكن القول بأن هذه الحروف فيها ردّ على كل من يدّعي أنه استطاع أن يأتي بسورة مثل القرآن.
هنالك هدف ثالث وهو إثبات أن القرآن لم يُحرَّف، لأنه لو تغيرت كلمات القرآن أو بعض حروفه أو ترتيب سوره لاختل التناسق السباعي لهذه الحروف، ولم نعد نرى هذه المعادلات المحكمة الآتية.
الحروف المميزة والرقم 7
إن أول شيء لاحظه المفسرون رحمهم الله تعالى في هذه الحروف أن عددها هو أربعة عشر حرفاً، وعدد الافتتاحيات المشكلة منها هو أيضاً أربعة عشر افتتاحية، طبعاً عدا المكرر. أي:
عدد الحروف المميزة عدا المكرر = 14 = 7 × 2
عدد الافتتاحيات المميزة عدا المكرر = 14 = 7 × 2
والشيء الذي لفت انتباهي هو هذا الرقم أي 14، وتوقعت أن يكون فيه مفتاح الحلّ للغز هذه الحروف بسبب تكراره مرّتين.
إن العدد 14 يمكن تحليله رياضياً إلى رقمين 7 و 2 ، بكلمة أخرى إن العدد 14 هو حاصل ضرب سبعة في اثنان، وقد اختار الله تعالى عدد الحروف المميزة في القرآن لتساوي ضعف الرقم سبعة أي 7×2، بسبب أهمية الرقم سبعة في القرآن.
ولكن ماذا يعني الرقم 2 أيضاً؟ إن هذا الرقم ببساطة يدل على التكرار والتثنية والمضاعفة. ونعلم من قواعد الحساب أن أي عدد يُضرب بالرقم 2 فإنه يتضاعف، وكأن الله تعالى يريد أن ينبِّهنا إلى معجزة في هذه الحروف تقوم على الرقم سبعة ومضاعفاته أو مكرراته، فجعل عدد هذه الحروف سبعة في اثنان.
أي أننا إذا تأملنا بناء هذه الأحرف وكيف وضعها الله تعالى في آيات القرآن، وتأملنا أعداد هذه الحروف في كل كلمة، لا بدّ أن نحصل على تناسقات مع الرقم سبعة ومضاعفاته، وهذا ما سوف نراه فعلاً. وسوف نقتصر على أول افتتاحية مميزة في القرآن.
أول افتتاحية مميزة في القرآن
سوف نركّز دراستنا في أول افتتاحية مميزة في القرآن هي (الـم) وهي أول آية من سورة البقرة، ويأتي بعدها مباشرة تأكيد من ربّ العزة سبحانه وتعالى أن هذا القرآن لا ريب فيه، أي لا شكّ فيه، يقول تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2].
الآن نذهب إلى آخر سورة بدأت بالحروف الثلاثة (الـم) وهي سورة السجدة التي استُفتحت بهذه الحروف، وجاء بعدها مباشرة في الآية الثانية تأكيد من الله تعالى أن القرآن لا ريب فيه أيضاً، وأنه تنْزيل من رب العالمين. يقول تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [السجدة: 2]. أي أن التأكيد هنا يتكرر بأن القرآن لا شكّ فيه.
يقوم بناء هذه الحروف على الفكرة التالية: إن الله تعالى لم يضع هذه الحروف عبثاً، والمنطق يفرض بأن الله تعالى قد وضع هذه الحروف ليؤكد لنا وجود بناء خاص بها، أي أننا لو استبدلنا هذه الحروف بأخرى سوف يختل هذا البناء! أي أن هذه الحروف فيها معجزة، ولا يمكن تحريفها أبداً أو تغييرها أو تبديلها. والسؤال: كيف يمكن التعبير عن هذا البناء المحكم؟ وهل يمكن أن نجد في هذا البناء تناسقاً مع الرقم سبعة؟
لقد اتبعتُ منهجاً علمياً ثابتاً في دراسة هذه الحروف وتوزعها في كلمات الآية، أي بدأتُ بالإجابة عن تساؤل: بما أن الله تعالى قد اختار هذه الحروف الثلاثة ليضعها في مقدمة السورة ووضع بعدها مباشرة الآية التي تؤكد أن القرآن هو كتاب لا ريب فيه. فهل يمكن أن يكون لهذه الحروف ترتيب معجز يدل على أن القرآن لا ريب فيه؟ وهل يمكن أن تكون هذه الحروف قد توزعت بنظام محكم؟
توزع مذهل للحروف
قمتُ بكتابة هذه الآية كما كُتبت في القرآن، حيث إن كلمة «الكتاب» نجدها في كتاب الله تعالى من دون ألف: (ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ). إن كل كلمة من كلمات الآية تحوي عدداً محدداً من الحروف الثلاثة أي الألف واللام والميم كما يلي:
ـ (ذَلِكَ) تحوي هذه الكلمة من حروف الألف واللام والميم حرف اللام فقط، أي تحوي حرفاً واحداً من هذه الحروف الثلاثة، وبالتالي تأخذ الرقم «1» واحد.
ـ (الكِتَبُ) تحوي ألف ولام وتأخذ الرقم «2» اثنان.
ـ (لا) فتحوي ألفاً ولاماً أي «2» اثنان.
ـ (رَيْبَ) لا تحوي أي حرف من حروف الألف أو اللام أو الميم ولذلك تأخذ الرقم «0» صفر.
ـ (فِيهِ) لا تحوي شيئاً من حروف الألف أو اللام أو الميم وبالتالي تأخذ الرقم «0» صفر.
ـ (هُدًى) ليس فيها شيء من حروف الألف واللام والميم وتأخذ الرقم «0» صفر.
ـ (لِلْمُتَّقِينَ) فتحوي لاميْن وميماً أي المجموع ثلاثة ولذلك تأخذ الرقم «3» ثلاثة.
والآن نكتب الآية الكريمة وتحت كل كلمة عدد ما تحويه من حروف (الـم) كما رأينا:
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
1 2 2 0 0 0 3
إذا ما قرأنا العدد كما هو دون جمعه نجده 3000221 أي ثلاثة ملايين ومئتان وواحد وعشرون، هذا العدد له علاقة مباشرة بالرقم سبعة، فهو من مضاعفات الرقم سبعة، أي إذا قسَّمناه على سبعة كان الناتج عدداً صحيحاً لا فواصل فيه.
ويمكن أن نتأكد من هذه النتيجة رياضياً بقسمة هذا العدد على سبعة لنحصل على عدد صحيح لا يحوي كسوراً أو فواصل عشريةً:
3000221 ÷ 7 = 428603
إذن رأينا تناسباً مع الرقم سبعة في أول مرة ذكرت فيها (الـم) في القرآن الكريم. ولكن السؤال: ماذا عن آخر مرة وردت فيها (الـم) في القرآن؟ وهل من الممكن أن يبقى التناسق مع الرقم سبعة قائماً وتتكرر هنا العلاقة الرياضية ذاتها؟
نذهب إلى آخر سورة تحوي هذه الحروف، ونكتب الآية التي تلي (الـم) من سورة السجدة، وتحت كل كلمة عدد حروف الألف واللام والميم فيها تماماً كما فعلنا مع الآية السابقة.
وهنا تتكرر الملاحظة وهي أن كلمة «الكتاب» قد كُتبت من دون ألف هكذا (الكتَبِ)، وكذلك كلمة «العالمين» كُتبت من دون ألف هكذا (الْعَلَمِينَ)، وذلك ليبقى النظام المحكم قائماً! والآن نكتب الآية لنرى كيف تتوزع حروف (الـم) في كلماتها:
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ
1 2 2 0 0 1 0 4
و هنا نجد العدد 40100221 والذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم من مضاعفات السبعة:
40100221 ÷ 7 = 5728603
وهنا نقول إن هذا التوزع السباعي الدقيق لم يأت عن طرق المصادفة لأن المصادفة لا تتكرر بهذا الشكل. والذي يؤكد ذلك هو أن التوزع لا يقتصر على الحروف بل الكلمات لها نظام أيضاً. لنقرأ الفقرة التالية.
توزع مذهل للكلمات
في هاتين الآيتين هنالك كلمات تحوي حروفاً من (الـم) كما رأينا وكلمات أخرى لا تحوي أي حرف من حروف (الـم)، فهل من تناسق جديد مع الرقم سبعة؟
ونقول: كما توزعت حروف (الـم) بنظام سباعي، كذلك تتوزع كلمات (الـم) بنفس النظام. ونكتب الآن كلتا الآيتين السابقتين، ولكن هذه المرة نبحث عن الكلمات التي تحوي حروفاً من (الـم) فنعطيها الرقم «واحد»، أما تلك الكلمات التي لا تحوي أي حرف من حروف الألف واللام والميم فتأخذ الرقم «صفر».
وهنا نتبع قاعدة رياضية معروفة هي نوع من أنواع النظام الثنائي، والذي يقتصر على الرقمين (0،1). لنطبق هذه القاعدة على الآية الأولى، فنكتب الآية الكريمة وتحت كل كلمة رقماً يشير إلى وجود أو عدم وجود حروف (الـم) في الكلمة:
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
1 1 1 0 0 0 1
وهنا نجد العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروفاً من (الـم) هو 1000111 وهو من مضاعفات الرقم سبعة:
1000111 ÷ 7 = 142873
والعجيب أن النظام ذاته ينطبق على الآية الأخيرة! لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل وجود أو عدم وجود (الـم) كما فعلنا مع الآية السابقة:
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ
1 1 1 0 0 1 0 1
والعدد الذي يمثل توزع الكلمات ذات حروف (الـم) هو 10100111 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
10100111 ÷ 7 = 1442873
فتأمل أخي القارئ كيف أن حروف (الـم) تتوزع بنظام سباعي، وبالمثل الكلمات التي تحوي حروفاً من (الـم) تتوزع بنظام سباعي أيضاً. فهل جاء هذا التوزع بالمصادفة؟ وهل يمكن للمصادفة أن تتكرر في القرآن كله في آياته وسوره وكلماته وحروفه؟؟
التوازن العددي بين الكلمات والحروف
لو عددنا الكلمات التي تحوي (الـم) في الآية الأولى أي في قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) وجدنا 4 كلمات تحوي حروفاً من (الـم).
ولو عددنا حروف الألف واللام والميم في الآية ذاتها لوجدنا 8 أحرف أي الضعف، والمذهل وجود تناسق عددي يربط بين الكلمات والحروف:
عدد كلمات (الـم) عدد حروف (الـم)
4 8
والعدد الناتج من صف الرقمين 4 و 8 أي العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو 84 من مضاعفات السبعة:
84 ÷ 7 = 12
لاحظ أن العدد الناتج 12 هو مجموع الكلمات والحروف أي:
8 + 4 = 12
الآن نذهب للآية الأخيرة (تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ)، ونطبق الخطوات ذاتها ونحصي الكلمات التي احتوت على أحد حروف (الـم) لنجد عددها «5» وعدد حروف الألف واللام والميم في هذه الآية يساوي «10» أي الضعف أيضاً!! تماماً كما في الآية الأولى. ويبقى هنا التناسق السباعي بين الكلمات والحروف:
عدد كلمات (الـم) عدد حروف (الـم)
5 10
من جديد نجد العدد الذي 105 والذي يمثل الكلمات والحروف من مضاعفات السبعة أيضاً:
105 ÷ 7 = 15
ولاحظ هنا أيضاً أن العدد الناتج 15 هو مجموع الكلمات والحروف:
5+10= 15
حتى ناتجي القسمة في كلتا الآيتين، أي العدد 12 والعدد 15 نجد بينهما تناسق سباعي محكم، فعند صف هذين العددين 12-15 نجد عدداً جديداً هو 1512 وهذا من مضاعفات السبعة أيضاً:
1512 ÷ 7 = 216
ولكن العجيب أن العدد النهائي الناتج لدينا وهو 216 يتناسب بشكل مذهل مع عدد السور التي تبدأ بـ (الـم) وهو «6». فالعدد 216 يساوي «ستة في ستة في ستة» لنتأكد من ذلك:
216 = 6 × 6 × 6
وهنا ندرك أن كل عدد في القرآن قد وضعه الله تعالى بدقة فائقة وبتناسب مبهر ليدلنا على إعجاز القرآن، ليس بلغته وبلاغته وعلومه فحسب، بل بأرقامه وأعداده أيضاً. | |
| | | NoOoOoR عضـو محتـرف
تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمـر : 32 المـشاركـات : 5771 تقييم النشاط : 12857 العمـل : طالبهــ المزاج : واليكــ اشكوو فاقتي’’ كلمتى : الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : الاوسمة : الاوسمة الخاصــة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: رد: معجزة القرآن ,,, الخميس أكتوبر 08, 2009 11:20 pm | |
| رسم معجز
إن المعجزة القرآنية الرقمية تشمل أيضاً طريقة رسم كلماته وحروفه. وتأمل أخي القارئ كيف أن الله بعلمه وحكمته قد ألهم المسلمين أن يكتبوا كلمة «كتاب» في الآيتين السابقتين من دون ألف هكذا (كِتَب)، مع العلم أنه في بعض المواضع من القرآن لم تُحذف هذه الألف!
وتأمل معي لو أن أحداً فكر بإضافة حرف الألف لهذه الكلمة فهل سيبقى من هذا التناسق شيء؟ أليس هذا دليلاً على حفظ الله لكتابه؟ يقول تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحِجر: 9].
ترتيب مذهل لسور (الـم)
كما قلنا في القرآن الكريم ست سور جميعها تبدأ بالحروف (الـم) فلماذا تتكرر هذه الحروف وهل من بناء سباعي محكم؟ وهل اختار الله تبارك وتعالى بعلمه وقدرته ترتيباً معجزاً لهذه السور الستّة؟
لقد وضع الله تعالى السور الستة في ترتيب محدّد بين السور التي تبدأ بحروف مميزة، فعدد السور ذوات الفواتح هو 29 سورة، ولو رقمنا هذه السور بأرقام متسلسلة فإننا سنجد أن السور التي تبدأ بالحروف المميزة (الـم) ترتيبها كما يلي:
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
1 2 15 16 17 18
إذا قرأنا العدد الناتج وهو 1817161521 نجده من مضاعفات الرقم سبعة ثلاث مرات متتالية!!! أي:
1817161521 = 7 × 7 × 7 × 5297847
حتى العدد النهائي الناتج 5297847 هو عدد يتألف من سبع مراتب! ومجموع أرقامه هو عدد من مضاعفات السبعة:
7 + 4 + 8 + 7 + 9 + 2 + 5 = 42 = 7 × 6
إن العدد النهائي الناتج من سلسلة العمليات هذه هو «6» وعدد سور (الـم) هو «6» فتأمل هذا التناسق والتوافق المبهر!
السور المدنية والسور المكية
لو دققنا النظر في هذه السور الستة نجد سورتين مدنيتين أي نزلتا على الرسول الكريم في المدينة المنورة بعد الهجرة وهما البقرة وآل عمران، وأرقامهما كما رأينا هو 1 و 2 بين السور ذات الفواتح، والعجيب أننا إذا وضعنا أرقام هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن نجد العدد 21 من مضاعفات السبعة! 21 = 7 × 3
ولو تأملنا السور الأربعة الباقية نجدها مكية أي نزلت بمكة المكرمة، وجاء ترتيب تسلسلها بين السور المميزة ذات الفواتح هو: 15 16 17 18 والعجيب أيضاً أن هذا العدد يقبل القسمة على سبعة:
18171615 = 7 × 2595945
إذن جاء ترتيب السور المدنية بتناسق مع الرقم سبعة، وكذلك جاء ترتيب السور المكية بتناسق مع الرقم سبعة. ليس هذا فحسب بل هنالك تناسب سباعي لعدد السور المدنية وعدد السور المكية.
ولو تتبعنا ترتيب المصحف نجد أن سور (الـم) وضعت في مجموعتين المجموعة الأولى سورتان متتاليتان هما البقرة وآل عمران، والمجموعة الثانية أربع سور متتالية هي العنكبوت والروم ولقمان والسجدة.
ولذلك يمكن أن نكتب هذين العددين كما يلي:
المجموعة الأولى المجموعة الثانية
2 4
والعدد الجديد الناتج من صف هذين الرقمين هو 42 حيث:
42 ÷ 7 = 6 «الرقم 6 يمثل عدد السور الستة!!!»
إعجاز في عدد الآيات
والآن نأتي إلى عدد آيات كل سورة، ونكتب السور الستة التي تبدأ بـ (الـم) وتحت كل سورة عدد آياتها:
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
286 200 69 60 34 30
العجيب أن مجموع هذه الآيات هو عدد من مضاعفات السبعة، أي:
286 + 200 + 69 + 60 + 34 + 30 = 679 = 7 × 97
وكذلك مصفوف هذه الآيات هو عدد يتألف من 14 مرتبة وهو 30346069200286 من مضاعفات الرقم سبعة:
30346069200286 = 7 × 4335152742898
ولو قمنا بجمع أرقام هذا العدد أي:
6+8+2+0+0+2+9+6+0+6+4+3+0+3 = 49 = 7 × 7
وتأمل عزيزي القارئ كيف انتهت عمليات القسمة المعقدة على سبعة بالنتيجة النهائية 7×7 أليس هذا التناسق يقدم لنا تفسيراً منطقياً لسر وجود هذه الحروف وأن البشر عاجزون عن تركيب جمل تأتي حروفها وأعدادها وتسلسلها وفق هذا التناسق المذهل!!؟
وجه الإعجاز في هذا المثال
لقد رأينا في المعادلات السابقة 18 عملية قسمة على سبعة في ترتيب سور (الـم)، وفي أول مرة وآخر مرة وردت فيها هذه الحروف. وهذا يعني أن احتمال المصادفة في هذه العلميات مجتمعة هو:
1 على 7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7×7
أي أن الاحتمال هو أقل من واحد على 232630513987207 فهل يمكن تصديق احتمال كهذا؟!
وسؤالي لكل من يشك بهذا القرآن ويدَّعي أنه من صنع محمد أو أصحابه: هل كان محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بالسلاسل والأنظمة الرقمية وعمليات العدّ والإحصاء؟ وهل كان لديه حاسبات إلكترونية متطورة لمعالجة مثل هذه الأعداد الضخمة؟ أم أن الله تعالى هو من وضع هذه الحروف ونظّمها بنظام رقمي بديع؟
إن هذه النتائج تؤكد أنه لو نقص حرف أو زاد في كتاب الله تعالى، ولو أن سورة واحدة تغير ترتيبها أو عدد آياتها، فلن يبقى من هذا البناء شيء؟ إذن أليست هذه الحروف دليلاً مادياً في عصر المادة الذي نعيشه اليوم على أن الله تعالى قد حفظ كتابه القرآن من التحريف؟؟
هذا مثال واحد فقط اخترته من بين آلاف الأمثلة، فقد وزع الله تعالى بحكمته هذه الحروف المميزة على كلمات القرآن بنظام مذهل ومعجز، وجميع الحروف المميزة لها نظام سباعي ولا يقتصر النظام على (الـم) ولو كان البحث يتسع لسردنا مئات الحقائق الرقمية المتعلقة بهذه الحروف مثل (يس) و(ن) وغيرها من الحروف.
إن النظام المحكم لحروف (الـم) يشمل البسملة أيضاً بشكل مذهل، فلو قمنا بعدّ حروف الألف واللام والميم في (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فسوف نجد أن حرف الألف تكرر 3 مرات، وحرف اللام تكرر 4 مرات، وحرف الميم تكرر 3 مرات. ويمكن أن نكتب:
ا لـــم
3 4 3
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف (الم) في البسملة هو 343 يساوي سبعة في سبعة في سبعة:
343 = 7 × 7 × 7
لا نملك أمام هذه النتائج إلا أن نقول سبحان الذي أبدع هذه التناسقات المبهرة، وسبحان الذي حفظها لنا، وسبحان من قال عن كتابه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
من روائع سورة (يس)
أشياء كثيرة يراها الإنسان كل يوم أمامه، وقد لا يلتفت إليها ولكن في داخلها أسرار وعجائب لا تنتهي. فقد دأبتُ على تأمل أي شيء له علاقة بكتاب الله تعالى، فكانت الآيات تستوقفني بالتأمل والتدبّر، وكلما سمعتُ آية من كتاب الله أجدني خاشعاً أمام ثقل كلماتها ومعانيها.
فالذي يكرس كل حياته واهتمامه وتفكيره لهذا القرآن ويصبح القرآن كل شيء في حياته، فإن هذا سيؤدي إلى التفاعل والانسجام والتلذذ بسماع آيات القرآن الكريم!!
وفي هذا الفصل نعيش مع عجيبة من عجائب القرآن وهي ما نشاهده في أول نص من سورة (يس) في قوله تعالى: (يس*والقرآن الحكيم)، وكيف جاءت هذه التناسقات الغريبة.
وفي هذا الفصل سوف ندرك أن المعجزة الرقمية لكتاب الله تعالى لا تقتصر على الرقم 7 إنما هنالك أرقام أولية أخرى مثل الرقم 19 والذي ذكره الله تعالى في كتابه بقوله: (عليها تسعة عشر).
سوف نكتشف شيئاً جديداً ألا وهو أن حروف النص القرآني رتبها الله تعالى بما يتناسب مع معنى هذا النص وتكرار كلماته في القرآن! | |
| | | NoOoOoR عضـو محتـرف
تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمـر : 32 المـشاركـات : 5771 تقييم النشاط : 12857 العمـل : طالبهــ المزاج : واليكــ اشكوو فاقتي’’ كلمتى : الجنس : الدولــــة : المهنة ............ : .............. : الاوسمة : الاوسمة الخاصــة : اللقب المميز : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: رد: معجزة القرآن ,,, الخميس أكتوبر 08, 2009 11:23 pm | |
| قصة
وقد كان لي قصة مع نصٍّ قصير جداً من نصوص القرآن الكريم، ولكنه كبير جداً بروائعه وعجائبه. فقد كنتُ ذات مرة عائداً من سفر وقد علّق سائق الحافلة لوحة مخطوط عليها قوله تعالى: (يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ)، وقد كُتبت تحته سورة يس كاملة بخط جميل.
هذا النص الكريم شدّني ولفت انتباهي وأسَرَ تفكيري، ووجدتُ نفسي أطيل التفكير فيه وأحسّ بأن كلماته قد رتبها الله تعالى بنظام بديع وعجيب. واستمر هذا النظر والتدبّر طيلة الطريق.
لقد عدتُ من هذا السفر إلى مدينتي ولكن الكلمات التي سحرتني بقيت في ذاكرتي: (يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ). وأول عمل قمتُ به هو كتابة كلمات الله هذه، وإعادة النظر إليها والتفكّر في دلالاتها. وانتابني إحساس قوي بأن هذه الكلمات تتضمن علاقات رقمية مذهلة مع ما تتحدث عنه وهو القرآن.
فالحديث هنا عن (الْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ)، ولا بدّ أن يكون هنالك علاقة بين حروف هذه الآية والقرآن. وبدأت رحلة من الدراسة العلمية لهذا النص القرآني، من خلال عدّ كلماته وحروفه. وبالرغم من صعوبة المهمة إلا أن الإصرار على اكتشاف معجزة كان يبقيني محاولاً ومتابعاً.
ففي هذا النص الكريم نحن أمام أربع كلمات فقط، ولكل كلمة عدد محدد من الحروف موزعة كما يلي:
فالكلمة الأولى هي (يس) وعدد حروفها هو «2».
الكلمة الثانية هي (وَ) وهذه واو العطف التي تعدّ كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها، وعدد حروفها هو «1».
والكلمة الثالثة هي (القُرْآنِ) وعدد حروفها كما كتبت في كتاب الله تعالى هو «6» أحرف.
والكلمة الرابعة هي (الحَكِيمِ) وهي تتألف من «6» أحرف أيضا.
دلالات وأرقام
لقد تعلمتُ شيئاً من أبحاث الإعجاز الرقمي التي قمت بها وهو أن الآية الكريمة يوجد بينها وبين ما تدلّ عليه علاقة وترابط، وهذا من إحكام القرآن، وهذا ما اكتشفته بالفعل. فنحن نعلم بأن سورة (يس) هي قلب القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه.
ونعلم بأن سورة يس هي من السور المميزة في القرآن، أي من السور التي تبدأ بحروف مقطعة أو مميزة. لذلك فقد قمتُ بكتابة النص الكريم وعبّرت عن كل كلمة بعدد حروفها، وذلك بهدف إيجاد النظام المحكم. وعلاقة هذا النظام بما تتحدث عنه الآية وهو القرآن. فإذا نتجت علاقة رياضية كهذه فهذا دليل ملموس على أنه لا مصادفة في كتاب الله، وأن هذا سيكون أحد تحديات القرآن للبشر أن يأتوا بمثله أو ينظِّموا كلمات تأتي حروفها منضبطة مع ما تعبر عنه.
كتبتُ النص وتحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في القرآن:
يس وَ الْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ
2 1 6 6
في هذه اللوحة الرائعة لدينا سطر من الكلمات وسطر من الأرقام، كل رقم يعبر عن حروف كلمة من كلمات النص، ونحن بلغة الكلام نقول (يس والقرآن الحكيم)، لنفهم من ذلك أن الله عز وجل يقسم بالقرآن ويصفه بصفة جميلة وهي (الحكيم).
أما في لغة الأرقام فنستطيع أن نقرأ العدد «6612» أي ستة آلاف وست مئة واثنا عشر، وهذا العدد هو مصفوف حروف كلمات النص، وهذا العدد يمثل سلسلة رقمية لا يمكن لأحد أن يشك فيها أو ينكرها.
فالعدد 6612 يمثل عدد حروف كل كلمة حسب تسلسلها في النص القرآني، وهنا لم نجمع الأرقام لئلا يختفي هذا التسلسل. فكما نرى العدد 6612 نرى فيه حروف كل كلمة، بينما مجموعه وهو 15 لا نرى فيه هذا التسلسل بل نرى الناتج النهائي، والسر يكمن في تسلسل هذه الكلمات وعدد حروف كل منها.
سؤال حيّرني!
ولكن السؤال الذي استغرق أشهراً للإجابة عنه: ما هي العلاقة بين العدد 6612 وبين القرآن؟؟
وبعد كثير من التأمل قمتُ بمعالجة هذا العدد وتحليله رقمياً وكانت المفاجأة، أن العدد الذي يعبر عن حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يتناسب مع عدد سور القرآن، ونحن نعلم بأن عدد سور القرآن هو 114 سورة!!!
إن العدد 6612 يساوي بالتمام والكمال 114 مضروباً في 58 وبكلمة أخرى:
6612 = 114 × 58
إذن العدد الذي يمثل حروف (يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ)، جاء من مضاعفات العدد 114 عدد سور القرآن الحكيم. ولكن ماذا عن العدد 58 الناتج معنا في المعادلة؟؟ وهل له علاقة بالقرآن؟؟
لقد استغرق هذا الأمر مني بحثاً طويلاً في كلمات القرآن وتكرارها، وكانت المفاجأة من جديد عندما وجدتُ بأن كلمة (قرآن) قد تكررت في القرآن 58 مرة!!! وهكذا أصبحت المعادلة مقروءة على الشكل التالي: إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات تكرار كلمة (قرآن) في القرآن!
وسبحان الله الحكيم العليم، هل جاءت هذه الأرقام الدقيقة جميعها بالمصادفة؟ أم أن الله بعلمه وحكمته وقدرته هو الذي نظّمها وأحكمها ورتبها؟
قلب القرآن
ولكن كنتُ دائماً أعتقد بأن معجزات هذا النص وغيره من نصوص القرآن لا تنقضي، ومهما بحثنا فسوف نجد إعجازاً مذهلاً. وكنتُ أتذكر حديث الرسول الكريم عن سورة يس وأنها قلب القرآن، فقلت: هل يمكن أن نجد دلالة لهذه التسمية أي (قلب القرآن)؟
فنحن أمام عدد كما رأينا يمثل حروف النص وهو 6612 والسؤال: ماذا يحدث إذا قمنا بقلب هذا العدد؟ ونحن نعلم أن كلمة (قلب) جاءت من التقلّب وتغيير الاتجاه وعكسه، أي هل يمكن أن نجد مدلولاً لمقلوب أو معكوس العدد 6612 ؟
عندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس يصبح 2166 ألفان ومئة وستة وستون، والسؤال من جديد: هل توجد علاقة بين هذا العدد وبين القرآن الكريم؟ وهذا تطلّب مني جهداً وبحثاً ولكن النتيجة كانت مذهلة. فقد تبيّن بأن هذا العدد من مضاعفات العدد 114 الذي يمثل عدد سور القرآن! ويمكن أن نكتب العلاقة الرياضية التالية:
2166 = 114 × 19
إنها نتيجة مذهلة حقاً أن نجد العدد الذي يمثل حروف نص يتحدث عن القرآن يأتي مضاعفاً لعدد سور القرآن كيفما قرأناه، ولكن ماذا عن العدد 19 الناتج الأخير وماذا يمثل، ونحن نعلم بأن لكل رقم في كتاب الله دلالات واضحة؟
وبدأت رحلة من البحث من جديد للإجابة عن هذا التساؤل والذي يتضمن مدلول الرقم 19 وعلاقته بسورة يس. ولم يمض إلا عدد من الأيام حتى تبيّن لي بأن ترتيب سورة (يس) بين السور المميزة ذات الفواتح هو «19»، واكتملت بذلك دلالات هذه المعادلة.
والآن لنكتب هذا النص الكريم وعدد حروف كل كلمة من كلماته ونقرأ العدد ومقلوبه ونشاهد العلاقات مع الرقم 114 والذي يمثل كما قلنا عدد سور القرآن الكريم، ومع الرقم 58 والذي يمثل تكرار كلمة (القرآن):
عدد حروف كل كلمة من كلمات النص القرآني:
يس وَ الْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ
2 1 6 6
المعادلة الأولى: حروف كلمات النص:
6612 = 114 × 58
عدد سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
المعادلة الثانية: مقلوب حروف كلمات النص:
2166 = 114 × 19
عدد سور القرآن ترتيب (قلب القرآن) في القرآن
ويمكن القول الآن:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن في قوله تعالى: (يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) هو 6612 يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن، وعندما نقلب نفس العدد يصبح مساوياً 2166 أي يساوي عدد سور القرآن في ترتيب سورة (يس) أي قلب القرآن!!!
وأمام هذه الحقيقة الرقمية التي لا يمكن لأحد أن يجحدها ينبغي على كل مؤمن أن ينحني خشوعاً أمام عظمة هذا القرآن، كما ينبغي على كل منكر للقرآن أن يعيد حساباته ويفكّر في هذه الأرقام: هل جاءت على سبيل المصادفة؟ أم أن الله الذي أنزل القرآن هو الذي رتبها وأحكمها لتكون دليلاً مادياً على صدق كلامه وصدق رسالته؟
لذلك نجد أن الآية التي جاءت بعد هذا النص مباشرة هي خطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد صدق هذا النبي وأنه مرسل من الله تعالى، وأنه على حق وعلى صراط مستقيم، وأن كل كلمة نطق بها هي تنزيل من الله العزيز برغم إنكار الملحدين لكتابه. والرحيم بهم برغم معصيتهم وشِركهم.
واستمع معي إلى هذه الكلمات الرائعة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس: 1-5].
للتذكير
لقد قمنا بعدّ الحروف كما تُكتب في القرآن وليس كما تُلفظ، وهذا منهج ثابت في أبحاث الإعجاز الرقمي. كذلك نعدّ واو العطف كلمة مستقلة وتأخذ مرتبة مستقلة، لأنها تُكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، ونحن نعلم من قواعد العربية أن الكلمة اسم وفعل وحرف، والواو هنا مع أنها حرف عطف أو أداة قسَم إلا أنها تعدّ كلمة مثلها مثل أية كلمة أخرى.
أما طريقة صف الأرقام وفق هذا النظام العشري له أساس رياضي فيما يسمى بالسلاسل العشرية، حيث يتضاعف كل حد على سابقة عشر مرات.
تكررت كلمة (القرآن) في القرآن كله 49 مرة، وكلمة (قرآن) 9 مرات، والمجموع 58 مرة، أما كلمة (قرآناً) و(قرآنه) فلم تُحسبا، لأننا كما تعاملنا في النص الكريم مع الحروف المرسومة، كذلك نتعامل في تكرار الكلمات مع الحروف المرسومة، ونحصي كلمة (قرآن) معرَّفة وبدون تعريف، دون أن نحصي ملحقات الكلمة.
إن السور المميزة أو التي تبدأ بحروف مقطعة عددها في القرآن 29 سورة، وتأتي سورة (يس) بين هذه السور حسب ترتيب السور في الرقم 19.
نتائج البحث
هذا البحث العلمي هو حلقة في سلسلة إعجاز القرآن الكريم، ونأمل من خلالها أن نقدّم للسادة القرّاء معلومات مهمَّة حول المعجزة الرقمية لكتاب الله تبارك وتعالى.
هذا الكتاب العظيم لا يمكن لأحد أن يحيط بكل علومه، بل كما يُقال: لكل مجتهد نصيب، ونسأل المولى سبحانه أن يكون اجتهادنا في الطريق الذي يُرضي الله تعالى.
ولكن قبل أن نختم هذا البحث قد يخطر ببال أحدنا عدة أسئلة لا بدّ من الإجابة عنها إتماماً للفائدة. ومن هذه الأسئلة: لماذا اخترتُ هذه الآيات بالذات؟ وهل توجد في كل آيات القرآن المعجزة ذاتها؟
والجواب عن هذا السؤال هو أن كل آيات القرآن تحتوي على إعجاز رقمي مبهر، ولكن لا يمكننا أن نذكر كل الأمثلة، وقد اقتصرنا في هذا البحث على عدة أمثلة لإعطاء فكرة للقارئ حول عظمة القرآن ودقة حروفه وكلماته. وإذا ما وقفنا أمام أي آية من القرآن، ودرسنا تكرار حروفها وكلماتها فسوف نرى تناسقاً رقمياً مذهلاً.
والسؤال الآخر قد يدور حول سرّ الرقم سبعة في القرآن وهل يقتصر الإعجاز على هذا الرقم أم أن هنالك أرقاماً أخرى؟
والجواب أيضاً هو أن الله جلّ وعلا اختار هذا الرقم بالذات لحكمة هو أعلم بها، ولكننا نحاول أن نستنبط الحكمة على قدر العلوم التي سخرها الله لنا.
فالرقم سبعة هو رقم أولي مفرد لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد، وقد يكون في ذلك إشارة إلى وحدانية الله تعالى. كما أننا إذا تأملنا الكون من حولنا نجد أن الله بنى الكون من وحدات أساسية هي الذرات، ولو نظرنا لأي ذرة من ذرات الكون فإننا نجدها سبع طبقات، وقد يكون في ذلك إشارة إلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى ووحدانيته.
ولكن هنالك أيضاً أرقام أخرى نجدها في كتاب الله عز وجل، مثل الرقم 11 والرقم 13 والرقم 17 والرقم 19 وغيرها من الأعداد الأولية. والتي نرى فيها تناسقات مذهلة تمَّ عرضها في أجزاء أخرى من هذه السلسلة.
وسؤال أيضاً قد يتبادر للذهن وهو لماذا نعدّ الحروف كما تُرسم وليس كما تُلفظ؟ والجواب أيضاً هو أننا نعتمد القاعدة النبوية الشريفة في عدّ الحروف. فقد أكّد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن (الـم) هي ثلاثة أحرف، حيث قال: (لا أقول «الـم» حرف، ولكن «ألف» حرف، و«لام» حرف، و«ميم» حرف).
ففي هذا الحديث الصحيح لم يقل المصطفى عليه صلوات الله وسلامه أن عدد حروف «ألِف» ثلاثة كما نلفظها، ولكن قال («ألف» حرف)، وكذلك اللام لم يعدّها ثلاثة أحرف كما نلفظها، بل هي حرف واحد: (و«لام» حرف)، وكذلك حرف الميم ... وهكذا.
وهذا لا يمنع أن توجد معجزة رقمية في لفظ كلمات القرآن، ويمكن القول: إن المعجزة تشمل الرسم واللفظ معاً، ولكننا نقتصر على عدّ حروف القرآن كما رُسمت لأن هذا أكثر إقناعاً للملحد، فهو لا يستطيع أن ينكر حروف القرآن المرسومة!
رأينا في المثال الذي استعرضنا من خلاله التناسق الرقمي العجيب في قوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم) [يس: 1-2] كيف جاءت حروف هذا النص الذي يتحدث عن القرآن متناسبة مع عدد سور القرآن، أي مع العدد 114.
والعدد 114 هو من مضاعفات العدد 19 وهذا العدد له مدلول وذكر قرآني في قوله تعالى: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [المدثر: 30]. ولا ننسى بأن أول آية في القرآن هي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، وعدد حروف هذه الآية هو 19 حرفاً!
هنالك الكثير من التناسقات القائمة على هذا الرقم، وغيره من الأرقام الأولية مثل الرقم 11 والذي نلمس فيه إشارة لوحدانية الخالق عزَّ وجلَّ. لأنه عدد مؤلف من رقم مكرر وهو الواحد. والعدد 11 هو عدد أولي مفرد، أي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد.
ويمكن للقارئ الكريم الاطلاع على بقية الكتب المنشورة حول الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم.
والنتيجة التي يمكن أن نستخلصها من الأمثلة السابقة هي: إن الله تعالى قد رتّب كلمات وحروف كتابه بطريقة رياضية مُحكمة لا يستطيع أحد من الخلق أن يأتي بمثلها. وليبيّن لكل من يشك بهذا القرآن أنه الحقّ، وأن هذه الأرقام هي آية من آيات الله في الآفاق التي حدثنا عنها بقوله: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
خـاتمة
إن الحقائق الواردة في هذا الكتاب تثبت أن كل ما يدَّعيه الملحدون غير صحيح، ونطرح عليهم سؤالاً: ما هو مصدر هذه التناسقات العددية، ومَن الذي وضعها في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً في زمن لم تكن هذه السلاسل الرقمية وهذه العمليات الرياضية معروفة بعد؟
إن الجواب المنطقي هو أن الله تعالى هو من أودع في كتابه حقائق رقمية مذهلة، وشاءت قدرته أن تنكشف في عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم، لتكون دليلاً مباشراً على أن القرآن كلام الله عز وجل.
فإذا لم تقتنع يا صديقي الملحد بهذا الكلام، فهل يمكنك أن تأتي بنص أدبي بليغ تتحدث فيه عن نفسك كما تحدث الله عن نفسه، وتركّب حروفَه وكلماتِه بحيث تتناسب مع الرقم سبعة دائماً كما في كتاب الله تعالى؟ وصدق الله القائل: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 34].
وأخيراً يمكن القول بأن كل من يدّعي أن القرآن غير معجز من الناحية الرقمية، أو لا يوجد تناسق محكم في أعداد كلماته وحروفه، فعليه أن يأتي بالبرهان العلمي على ذلك، وهيهات أن يستطيع.
فالله تعالى قد حدثنا عن هذا التناسق وعدم الاختلاف عندما قال عن كتابه مخاطباً كل مؤمن وكل ملحد: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
ولا نملك في نهاية هذا الكتاب إلا أن ندعوَ الله تبارك وتعالى أن يلهمنا الصواب فيما كتبنا، وأن يتقبل منا هذا العمل ويجعله خالصاً ابتغاء رضوانه وخوفاً من عقابه، وأن يجعل هذا العلم من العلوم النافعة والتي تقرّبنا من الله ونزداد بها إيماناً ويقيناً وثقة بهذا الإله العظيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
------------ | |
| | | bint eleslam عضــــــو نشيــــــط
تاريخ التسجيل : 16/12/2009 العمـر : 33 المـشاركـات : 98 تقييم النشاط : 5557 كلمتى : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حابه اشوف امتى زى ما كانت قبل كده نفسى اسلامى يرجع زى الاول نفسى شباب الاسلام يترك التفاهات الا بيهتم بيها زى الاغانى والموضه وغيرهويلتفت لدينه شويه الان صراحه دينا بدا يضيع لرغم ان رنا حافظه بس احنا كبشر الا بنضيع نفسى نكون زى الصحابه او على الاقل نترك ما نهانا اله عنده ونفعل ما امرنا به حابه نتمسك باسلامنا ونعطى صرة كويسه لاسلامنا ادام اى حد سوا بافعالنا او بايمنا حابه الشباب يضع هدف نصب اعينه ويسير عليه لارتقاء باسلامه ودينه ويعرف ان القابض على دينه مثل القابض على جمرة من نار وان نصف عمل الصحابه الا احنا بنعمله زى اجر عملهم كامل وندعى لاسلامنا ومشوهش صورته ونتذكر ان يوم القيامه قرب اوى وان علامات غضب ربنا عليا ظهرت اوووووووى فووووقوا ياشباب فوقوا الله يحميكوا الجنس : المهنة ............ : .............. : رقمك المفضل : اسلامــى : ..... :
| موضوع: رد: معجزة القرآن ,,, الأحد ديسمبر 20, 2009 7:55 pm | |
| | |
| | | | معجزة القرآن ,,, | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |